
في كلمات قليلة
يتناول الخبر تزايد لجوء النساء العازبات في أوروبا لتقنية تجميد البويضات كوسيلة للحفاظ على فرصهن في الإنجاب مستقبلاً. هذا التوجه يثير نقاشات حول التكنولوجيا، الاختيارات الشخصية، والتحديات الاجتماعية والدينية التي قد تواجهها المرأة.
في أوروبا، تتجه أعداد متزايدة من النساء العازبات نحو التفكير في تجميد بويضاتهن كوسيلة للحفاظ على فرصهن في الإنجاب وتكوين أسرة في المستقبل. هذه التقنية الحديثة، التي تتيح تأجيل الأمومة، أصبحت أكثر يسراً، لكنها تثير نقاشات وتحديات مختلفة، بما في ذلك الجوانب الدينية والأسرية في سياقات معينة.
بالنسبة للكثيرات، يظل حلم الأمومة وتأسيس عائلة أولوية قصوى، إلا أن مسار الحياة لا يسير دائماً كما هو مخطط له، وقد لا تجد المرأة الشريك المناسب في العمر الذي يعتبر الأمثل للإنجاب طبيعياً. هنا تأتي تقنية تجميد البويضات كحل محتمل يمنح المرأة مزيداً من الوقت.
على سبيل المثال، روز، البالغة من العمر 35 عاماً وتعمل في مجال السينما بباريس، اختارت اتخاذ هذه الخطوة. دافعها الأساسي هو زيادة احتمالات حملها وولادة طفل إذا ما قابلت رجلاً ترغب في بناء أسرة معه مستقبلاً. لكن قرارها لم يمر دون صعوبات، حيث قوبل برد فعل متوتر من عائلتها، خاصة والدتها التي استغربت من الفكرة وتساءلت عما إذا كانت روز تنوي انتظار سن 45 للإنجاب، معتبرة ذلك متأخراً جداً.
تُعد هذه الحكاية مثالاً على التحديات التي تواجهها النساء عند اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبلهن الإنجابي، لا سيما عندما تتعارض هذه القرارات مع المفاهيم التقليدية أو التوجهات الدينية. ففي سياق الكنيسة الكاثوليكية، على سبيل المثال، لا يُنظر بعين الرضا إلى بعض تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الصناعي (IVF) الذي غالباً ما يلي عملية تجميد البويضات.
في فرنسا، حيث تعيش روز، أصبحت خدمة تجميد البويضات مجانية لجميع النساء بين 29 و 36 عاماً منذ عام 2021. هذا التغيير القانوني زاد من إمكانية الوصول إلى الإجراء، مما أدى بدوره إلى تزايد الطلب عليه. هذا الطلب المتزايد تسبب في فترات انتظار طويلة للحصول على المواعيد في بعض المراكز الطبية، مما يضيف تحدياً عملياً آخر للنساء الراغبات في الخضوع للعملية.
إن تزايد اهتمام النساء العازبات بتجميد البويضات في أوروبا يعكس تحولات اجتماعية وتطورات تكنولوجية تتيح للمرأة مرونة أكبر في التخطيط لمستقبلها، مع طرح أسئلة مهمة حول الأخلاق، دور الدين، والمفاهيم المتغيرة للأسرة في المجتمعات المعاصرة.