أزمة في Sciences Po: كتاب جديد يكشف خبايا "مصنع النخب" في فرنسا

أزمة في Sciences Po: كتاب جديد يكشف خبايا "مصنع النخب" في فرنسا

في كلمات قليلة

أحد أبرز مؤسسات التعليم العالي في فرنسا، Sciences Po، يواجه أزمة. تحقيق جديد في كتاب "سقوط بيت Sciences Po" يحلل الأسباب، بما في ذلك قضايا الإدارة والاحتجاجات الطلابية.


معهد الدراسات السياسية بباريس (Sciences Po)، المعروف بكونه أحد أبرز مؤسسات التعليم العالي في فرنسا و"مصنع النخب" فيها، يمر بأزمة عميقة. باتت الأحداث الأخيرة والمشاكل المتراكمة على مدى عقدين من الزمن محور تحقيق جديد تفصيلي، نُشرت نتائجه في كتاب بعنوان "سقوط بيت Sciences Po" للكاتبة كارولين باير.

لطالما كان Sciences Po معبراً شبه إلزامي لمن يسعون للوصول إلى المناصب العليا في الإدارة العامة، السياسة، وعالم الأعمال. تخرج منه عدد كبير من الشخصيات البارزة، ويضم بين أساتذته الزائرين وضيوفه المتحدثين نخبة المجتمع الباريسي. ومع ذلك، خلف واجهة المكانة المرموقة، تتكشف اضطرابات خطيرة تراكمت على مر العشرين عاماً الماضية.

يركز التحقيق الصحفي في الكتاب على الفترة الممتدة من اختفاء المدير السابق ريشار ديسكوان إلى الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الحوادث المرتبطة بالاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، مثل حادثة "مدرج غزة". هذه الأحداث، بحسب مؤلفة الكتاب، هزّت المؤسسة من أساسها.

من بين المشاكل التي فاقمت الأزمة، سلسلة من التحركات الطلابية، خاصة الاحتجاجات ضد اتفاقية مع جامعة ريخمان. هذه المظاهرات، التي تخللها أحياناً إغلاق للمباني وتهديدات للقيادات، أضرت بسمعة المعهد وسممت مناخه الداخلي. لفت الوضع انتباه الساسة، ووصل الأمر إلى تعليق السلطات الإقليمية تمويل المعهد بسبب الاضطرابات.

يسعى المدير الجديد لـ Sciences Po، لويس فاسي، الذي تولى منصبه في سبتمبر 2024، إلى استعادة النظام والهدوء. اتخذ موقفاً أكثر حزماً تجاه النشاط الطلابي وأعلن عن إصلاحات، منها إعادة الاختبار الكتابي للقبول ابتداءً من عام 2026. يهدف الإدارة إلى إعادة الثقة بالمؤسسة وضمان مناقشة القضايا الشائكة "من منظور المعرفة"، رغم استمرار الاحتجاجات الطلابية وتصاعد نفوذ اليسار المتطرف داخل المعهد.

يقدم كتاب "سقوط بيت Sciences Po" نظرة حصرية على الأحداث والقرارات التي أوصلت أحد أعمدة النخبة الفرنسية إلى وضعه الحالي غير المستقر.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.