
في كلمات قليلة
تستضيف روما مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار أوكرانيا، في ظل تصعيد عسكري روسي غير مسبوق، حيث شنت موسكو أكبر هجوم بالطائرات المسيرة منذ بدء الحرب. هذا الوضع المتناقض يسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه جهود السلام، بينما يصر الكرملين على تحقيق أهدافه العسكرية.
في مفارقة صارخة بين جهود البناء ومساعي التدمير، تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما التي تستضيف المؤتمر الرابع لإعادة إعمار أوكرانيا يومي 10 و11 يوليو. يهدف المؤتمر إلى "جذب رؤوس الأموال الأجنبية" و"حشد المجتمع المدني والشتات" لدعم عملية النهوض بالبلاد التي مزقتها الحرب.
تكتسب هذه اللقاءات، التي تجمع منظمات دولية وشركات وحكومات غربية، أهمية كبرى في الحفاظ على أمل الشعب الأوكراني في مستقبل أفضل. لكن التساؤل يطرح نفسه بقوة: كيف يمكن الحديث بجدية عن إعادة الإعمار بينما يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصعيد عملياته العسكرية بكامل قوته؟
في هجوم هو الأكبر من نوعه منذ بدء الغزو في فبراير 2022، شن الجيش الروسي ليلة 8 إلى 9 يوليو هجوماً واسعاً باستخدام 728 طائرة بدون طيار و13 صاروخاً استهدفت الأراضي الأوكرانية. وللمقارنة، شهد شهر يونيو وحده إطلاق أكثر من 5300 طائرة بدون طيار، في قفزة هائلة مقارنة بـ 330 فقط في يونيو من العام السابق.
وكان بوتين قد أكد خلال المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ أن السيطرة على أوكرانيا تمثل هاجساً أساسياً له، معرباً عن استعداده لفعل كل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف، حتى لو كان ذلك على حساب دفع اقتصاد بلاده نحو ركود وشيك، وهو ما حذر منه وزير اقتصاده. هذا الموقف أثار أيضاً استياء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عبر عن "امتعاضه الشديد" من عدم اهتمام نظيره الروسي بأي دعوات لوقف إطلاق النار.
لذا، يبقى الأمل في نجاح جهود إعادة الإعمار مرهوناً باتخاذ خطوات حاسمة، حيث يرى مراقبون أن على الولايات المتحدة فرض عقوبات جذرية لإضعاف الاقتصاد الروسي بشكل فعلي، ودفع بوتين إلى طاولة المفاوضات كسبيل وحيد لوقف دوامة العنف والبدء في بناء السلام.