
في كلمات قليلة
في عام 2023، كانت الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية السببين الرئيسيين للوفاة في فرنسا، بنسبة 27% وأكثر من 20% على التوالي. ومع ذلك، شهدت البلاد انخفاضًا تاريخيًا في معدل الوفيات الإجمالي بفضل تراجع وفيات كوفيد-19. ويكشف التقرير أيضاً عن فوارق صحية كبيرة بين المناطق الفرنسية المختلفة.
كشف تقرير إحصائي حديث أن الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية لا تزال تتصدر أسباب الوفيات الرئيسية في فرنسا خلال عام 2023، الذي شهد تسجيل أكثر من 637,000 حالة وفاة إجمالاً.
ووفقًا للبيانات، تسببت الأورام، وعلى رأسها السرطان، في حوالي 27% من إجمالي الوفيات، مما يجعلها القاتل الأول لكل من الرجال والنساء. كما تعد السبب الثاني لوفاة الأطفال بين عمر 1 و14 عامًا، بنسبة 17% من الحالات، بعد الحوادث والإصابات الخارجية. وعلى الرغم من هذه الأرقام، هناك اتجاه إيجابي يتمثل في استمرار انخفاض معدل الوفيات المرتبطة بالأورام، باستثناء سرطان البنكرياس وسرطانات الرئة والقصبة الهوائية لدى النساء التي تشهد ارتفاعًا.
في المرتبة الثانية، جاءت أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مسؤولة عن أكثر من خُمس الوفيات (حوالي 21%). وتعتبر هذه الأمراض السبب الأول للوفاة بين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 85 عامًا.
وأشار التقرير إلى عودة الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي (غير المرتبطة بكوفيد-19) إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل الجائحة، بعد انخفاضها الملحوظ في عامي 2020 و2021. في المقابل، لوحظ ارتفاع في الوفيات الناتجة عن الحوادث، خاصة السقوط وحوادث السير، بينما انخفض معدل الانتحار.
ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو أن معدل الوفيات الإجمالي في فرنسا لعام 2023 وصل إلى "مستوى منخفض تاريخيًا"، حيث كان أقل مما سُجل في عام 2019 قبل تفشي جائحة كوفيد-19. ويعزى هذا الانخفاض بنسبة 60% إلى تراجع الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، الذي تراجع ليصبح السبب التاسع للوفاة، بالإضافة إلى انخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض الدورة الدموية والأورام.
كما سلط التقرير الضوء على وجود تباينات جغرافية واضحة، حيث ترتفع معدلات الوفاة بشكل ملحوظ في أقاليم ما وراء البحار وشمال وشرق البلاد، بينما تسجل منطقة إيل دو فرانس (باريس وضواحيها) معدلات أقل بكثير من المتوسط الوطني. وترتبط هذه الفوارق بعوامل متعددة تشمل السلوكيات الفردية، والظروف الاقتصادية والبيئية، وسهولة الوصول إلى الخدمات الصحية.