
في كلمات قليلة
انتخب النواب الألمان فريدريش ميرتس مستشاراً جديداً للبلاد في الجولة الثانية من التصويت. تعهد ميرتس بأن يكون "مستشاراً أوروبياً للغاية" وسيسعى لاستعادة ثقة ناخبي اليمين المتطرف.
انتخب النواب الألمان فريدريش ميرتس مستشاراً جديداً لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وحصل السياسي المحافظ على الأغلبية المطلقة المطلوبة في الجولة الثانية من التصويت في البوندستاغ.
بعد تنصيبه، صرح رئيس الحكومة الألمانية الجديد فريدريش ميرتس يوم الثلاثاء بأنه يريد أن يكون «مستشاراً أوروبياً للغاية». وفي مقابلة مع قناة ntv التلفزيونية، أكد أن فترة عمله السابقة كنائب في البرلمان الأوروبي «أثرت فيه بشكل كبير».
وسيُجري المستشار أولى زياراته الخارجية يوم الأربعاء إلى باريس ثم إلى وارسو، وهما عاصمتان ينوي تعزيز العلاقات معهما.
في الشأن الداخلي، قال ميرتس إنه سيبذل «كل ما في وسعه» لاستعادة «ثقة» ناخبي حزب «البديل من أجل ألمانيا» (AfD) اليميني المتطرف. يشهد الحزب صعوداً كبيراً ويعد الآن أكبر كتلة معارضة في البوندستاغ.
في أول مقابلة تلفزيونية له على قناة ARD بعد تعيينه مباشرة، شدد أيضاً على أن الإجراءات المحتملة لحظر هذا الحزب، الذي صنفته أجهزة المخابرات مؤخراً على أنه «متطرف يميني»، لن «تحل المشكلة» الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، دعا المستشار الجديد إدارة ترامب إلى «البقاء بعيداً» عن السياسة الداخلية الألمانية. جاء هذا التصريح بعد الدعم الذي قدمه العديد من المسؤولين الأمريكيين لحزب البديل من أجل ألمانيا.
أعلن ميرتس عن مكالمة هاتفية أولى مقررة يوم الخميس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال للقناة التلفزيونية ZDF إنه يريد «تشجيع وحث الحكومة الأمريكية على ترك السياسة الداخلية في ألمانيا شأناً داخلياً، والابتعاد إلى حد كبير عن هذه الاعتبارات السياسية الحزبية».
في واشنطن، هنأت الولايات المتحدة المستشار الألماني الجديد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان مقتضب: «نهنئ فريدريش ميرتس على انتخابه لمنصب المستشار في ألمانيا. سنواصل العمل مع ألمانيا وحكومتها القادمة لضمان أمن الولايات المتحدة وأوروبا».
كما هنأ الأمين العام لحلف الناتو المستشار الألماني الجديد، مؤكداً أن قيادته ستكون «حاسمة» للحلف الأطلسي. وكتب على X: «ستكون قيادتكم حاسمة بينما نعمل... على دفاعنا وقدرتنا على الردع لضمان أمن شعوبنا».
من جانبها، اعتبرت رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني العلاقة بين إيطاليا وألمانيا «أساسية» لـ«إنعاش التنافسية» في أوروبا. وقالت إن إيطاليا وألمانيا، وهما أكبر اقتصادين صناعيين في أوروبا، يمكن أن تحدثا فرقاً في تعزيز التنافسية، لا سيما في قطاع السيارات.
وهنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً ميرتس. وقال على شبكات التواصل الاجتماعي: «علينا أن نجعل المحرك والعلاقة الفرنسية الألمانية أقوى من أي وقت مضى... يجب علينا تسريع أجندتنا الأوروبية للسيادة والأمن والتنافسية».
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «التهنئة» للمستشار الألماني الجديد، معرباً عن أمله في رؤية «مزيد من القيادة الألمانية» في الغرب. وكتب أنه يأمل بصدق أن تصبح ألمانيا أقوى، وأننا «سنرى مزيداً من القيادة الألمانية تتجلى في الشؤون الأوروبية وعبر الأطلسي».
لم يكن انتخاب ميرتس سهلاً. فقد فشل في الحصول على الأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى من التصويت، وهو ما يعد سابقة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية بعد الحرب. ولكنه تمكن من الحصول على 325 صوتاً من إجمالي 630 نائباً في الجولة الثانية.
عُزي فشله في الجولة الأولى إلى عدم رضا جزء من نواب ائتلافه وحلفائه الاشتراكيين الديمقراطيين. وشملت الخلافات قضايا إعادة التسلح، والمستحقات الاجتماعية، وموقفه تجاه اليمين المتطرف، واحتمالية توريد صواريخ Taurus إلى أوكرانيا.
بعد فشل الجولة الأولى، طالب حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وأعلنت الرئيسة المشاركة للحزب عن استعدادها لتحمل المسؤولية الحكومية ودعت ميرتس إلى الاستقالة فوراً.
قام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بتعيين فريدريش ميرتس رسمياً مستشاراً وأشرف على تعيين 17 وزيراً في الحكومة الجديدة. وتضم التشكيلة الحكومية الجديدة ثماني نساء، وثلاثة أشخاص نشأوا في شرق ألمانيا (ألمانيا الشرقية سابقاً)، وشخص واحد فقط من أصول أجنبية. وكان أول من تم تعيينه هو نائب المستشار ووزير المالية لارس كلينغبايل عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وشملت التعيينات الرئيسية الأخرى وزراء الداخلية (من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري)، والخارجية (محافظ)، والدفاع (احتفظ به بوريس بيستوريوس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، والاقتصاد (محافظ).
في خطابه القصير، أعرب الرئيس شتاينماير عن أمله في تحسن المناخ السياسي في ألمانيا، مشيراً إلى أنه سيكون من الجيد للبلاد ككل أن «نقلل من الشكوى مما ينقصنا ونتحدث أكثر عما نفعله جيداً، عن نقاط قوتنا».