
في كلمات قليلة
تعد معاهد كونفوشيوس أداة رئيسية للقوة الناعمة الصينية في أفريقيا، تنتشر في الجامعات الأفريقية لتعليم اللغة والثقافة الصينية. تهدف هذه المعاهد إلى تعزيز النفوذ الصيني وتقديم فرص تعليمية وعمل في الصين، رغم الاتهامات الموجهة إليها بالدعاية والتأثير الأيديولوجي.
بينما تبتعد بعض الدول الأفريقية، مثل النيجر وبوركينا فاسو، عن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، تعمل الصين بنشاط على تعزيز موقعها في القارة. ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، على سبيل المثال، تم مؤخراً افتتاح معهد كونفوشيوس جديد داخل حرم جامعة كينشاسا، بحضور السفير الصيني زاهو بين.
تزينت واجهة الجامعة بلافتة تحمل وعداً: "تعلّم الصينية. ادرس في الصين. وظائف بأجر مجزٍ". يعكس هذا بوضوح استراتيجية بكين لبناء علاقات قوية مع الدول الأفريقية، حيث تعتبر معاهد كونفوشيوس ركيزة أساسية "لقوتها الناعمة".
تُقدم هذه المراكز، التي يصفها موقعها الرسمي بأنها "مراكز ثقافية غير ربحية"، برامجها داخل الجامعات المحلية في الدول المضيفة. أُنشئ أول معهد كونفوشيوس في سيول عام 2004، ومنذ ذلك الحين، انتشرت هذه المعاهد لتشمل أكثر من مائة دولة حول العالم، بما في ذلك كينيا والأرجنتين وإثيوبيا وفنلندا. تتيح هذه المعاهد فرصة تعلّم اللغة الصينية (الماندرين) وتجربة الأنشطة الثقافية مثل الرسم.
على الرغم من تقديم هذه المعاهد كمنصات ثقافية وتعليمية، إلا أن أنشطتها تثير الجدل. هناك اتهامات باستخدامها للدعاية والمراقبة والتأثير الأيديولوجي. ومع ذلك، تستمر هذه المعاهد في كسب المزيد من الأتباع وتوسيع وجودها في أفريقيا، مما يثير تساؤلات حول الثمن الذي تقبله القارة مقابل هذه الشراكات.
بهذه الطريقة، تعمل الصين بشكل منهجي على بناء نفوذها في أفريقيا من خلال البرامج التعليمية والثقافية، مقدّمة مزايا ملموسة للطلاب وخالقةً روابط طويلة الأمد، مما يشكل عنصراً هاماً في استراتيجيتها العالمية.