
في كلمات قليلة
شهد مترو موسكو مؤخراً إعادة نصب تمثال نصفي يمثل جوزيف ستالين في محطة تاغانسكايا. بررت سلطات النقل في موسكو الخطوة بأنها استعادة لتمثال كان موجوداً في نفس الموقع حتى عام 1966. هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات من المعارضة.
أعيد مؤخراً تركيب نقش بارز يمثل جوزيف ستالين في ممر بمحطة "تاغانسكايا" بمترو موسكو. وتأتي هذه الخطوة، بحسب مراقبين، في خضم حملة وطنية تمجد قوة الاتحاد السوفيتي السابق وتغذيها الحكومة الروسية لدعم عملياتها في أوكرانيا.
النصب التذكاري، الموجود في ممر يربط بين خطين في محطة تاغانسكايا، هو نقش بارز يُظهر رجالاً ونساءً وأطفالاً يحملون الزهور ويحيطون بتمثال لستالين (1878-1953) موضوع على قاعدة.
وفي بيان صدر يوم السبت، أوضحت هيئة النقل في موسكو أن النصب هو نسخة طبق الأصل من تركيب كان موجوداً في نفس المحطة حتى عام 1966، مشيرين إلى أنه كان مخصصاً لانتصار الاتحاد السوفيتي.
يُذكر أن ستالين، الذي حكم من أواخر عشرينيات القرن الماضي حتى وفاته عام 1953، قاد حملات قمع هائلة أسفرت عن ملايين الضحايا. ومع ذلك، فإن ذكراه في روسيا تتسم بالازدواجية.
في السنوات الأخيرة، عادت عدة نُصب تمجد ستالين للظهور في أنحاء البلاد، وغالباً ما تكون بمبادرات خاصة وفي أماكن غير مكشوفة بشكل كبير. وبينما يدين الرئيس الروسي جرائمه بين الحين والآخر، فإن الخط العام الذي تتبعه الحكومة يميل إلى التقليل من أهميتها، ويتم تقليص ذكر ضحايا القمع في الكتب المدرسية.
يُقدم ستالين في المقام الأول كبطل للحرب العالمية الثانية ومنتصر على النازية، في سياق تمجيد القوة العسكرية للاتحاد السوفيتي، خاصة منذ العمليات العسكرية ضد أوكرانيا، حيث تؤكد موسكو أنها تقاتل "النازيين الجدد". أما الذين ينتقدون هذا التوجه فيقعون تحت طائلة السلطات. فقد حُظر في نهاية عام 2021 مركز "ميموريال"، وهو منظمة كبيرة كانت توثق القمع السوفيتي والقمع الحالي.
الحزب الليبرالي المعارض "يابلوكو"، الذي لا يزال قانونياً ولكنه ضعيف جداً، ندد بالنصب المُركب في مترو موسكو.
«عودة رموز الستالينية إلى موسكو هي بصقة في وجه التاريخ، وسخرية من أحفاد ضحايا القمع، وعار على موسكو».
كما أشارت إلى ذلك في بيانها. تجدر الإشارة إلى أن معظم النُصب العديدة لستالين، الذي كان يتمتع بشخصية عبادة، قد أُزيلت خلال فترة "اجتثاث الستالينية" التي أعقبت وفاته، ثم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.