
في كلمات قليلة
تشهد العاصمة الروسية موسكو احتفالات ضخمة بالذكرى الثمانين للنصر، بما في ذلك عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء يشارك فيه الرئيس فلاديمير بوتين وقادة دول أجنبية. تأتي هذه الاحتفالات في ظل استمرار النزاع في أوكرانيا، حيث تتضارب التقارير حول التزام الأطراف بوقف إطلاق النار خلال فترة الأعياد.
تستعد العاصمة الروسية موسكو للاحتفال بضخامة بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية. وستكون الساحة الحمراء اليوم مسرحاً للعرض العسكري التقليدي الكبير. من المقرر أن يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة أمام القوات والضيوف المدعوين. يُنتظر حضور قادة أكثر من عشرين دولة.
بالنسبة لروسيا، يظل يوم النصر أحد أهم الأعياد الوطنية ورمزاً للوحدة. وتؤكد السلطات الروسية أن احتفالات هذا العام ستكون غير مسبوقة في حجمها. شوارع العاصمة مزينة بالألوان الوطنية، وتنتشر الملصقات التي تدعو إلى "تذكر" نصر عام 1945 وإظهار "الفخر" به. الصدمة التي خلفتها الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 20 مليون شخص في الاتحاد السوفيتي، لا تزال محسوسة في المجتمع وتغذي الروح الوطنية التي يستغلها الرئيس الروسي.
لكن الاحتفالات تقام للعام الرابع على التوالي في ظل النزاع المستمر في أوكرانيا. كان الرئيس بوتين قد أمر جنوده في وقت سابق بمراقبة هدنة بمناسبة هذه الاحتفالات. ومع ذلك، تؤكد كييف أن الجيش الروسي يواصل هجومه على طول خط الجبهة بأكمله، متهمة موسكو بمئات الانتهاكات لوقف إطلاق النار.
من جانبها، أكدت القوات الروسية أنها "تحترم بدقة" وقف إطلاق النار، قائلة إنها "ترد" فقط على الانتهاكات الأوكرانية. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض العسكري المقرر في موسكو بأنه "عرض أكاذيب". ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الطرفين إلى "وقف غير مشروط لإطلاق النار" لمدة 30 يوماً.
تبقى القضايا الأمنية أولوية قصوى. فقد ألغت السلطات في عدة مناطق روسية، بما في ذلك كراسنودار في الجنوب الغربي، عروضها العسكرية ليوم 9 مايو هذا العام خشية هجمات أوكرانية محتملة بطائرات مسيرة. اتخذ الكرملين "جميع الإجراءات اللازمة" لضمان أمن الاحتفالات، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الإنترنت لإحباط هجمات الطائرات المسيرة.
في السنوات الثلاث الماضية، غالباً ما ربطت القيادة الروسية ذكرى النصر على ألمانيا النازية بالعملية العسكرية ضد أوكرانيا، مؤكدة أن روسيا تسعى إلى "نزع النازية" من هذا البلد الجار الذي لا تزال تحتل حوالي 20% من أراضيه.
من بين قادة الدول الأجنبية الذين يُنتظر حضورهم العرض، رؤساء الصين والبرازيل، بالإضافة إلى قادة دول حليفة تقليدياً لروسيا مثل كازاخستان، بيلاروسيا، فيتنام، أرمينيا، كوبا، وفنزويلا.