سوريا: تصاعد العنف والتوترات الطائفية يضع السلطات في مواجهة تحدٍ كبير

سوريا: تصاعد العنف والتوترات الطائفية يضع السلطات في مواجهة تحدٍ كبير

في كلمات قليلة

تشهد سوريا ارتفاعاً حاداً في أعمال العنف والاغتيالات، مرتبطاً بتصاعد التوترات بين المكونات المجتمعية. المناطق القريبة من دمشق وحمص هي الأكثر تضرراً من هذه الاشتباكات التي تجري وسط مناخ من عدم الاستقرار.


تشهد سوريا موجة جديدة من العنف تتضمن اغتيالات واعتداءات وحالات خطف، مما يشير إلى تصاعد خطير في التوترات الطائفية والمجتمعية. يفاقم الوضع شعور سائد بالإفلات من العقاب، سواء في ضواحي دمشق أو في حمص.

في مناطق مثل الأشرفية-صحنايا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً جنوب دمشق، لا تزال واجهات المباني تحمل آثار الرصاص، وسيارات متفحمة جراء الاشتباكات التي دفعت هذه البلدة الدرزية إلى دائرة العنف في 29 أبريل الماضي. يتحدث السكان عن إطلاق نار عشوائي وقصف البلدة بقذائف الهاون من قبل ميليشيات مسلحة، حيث أصبحت الأوامر بالبقاء في المنازل أمراً معتاداً.

يضطر الطلاب وعائلاتهم للنزوح إلى بلدات مجاورة بحثاً عن الأمان. فادي، طالب جامعي يبلغ من العمر 20 عاماً، لجأ إلى جديدة القريبة مع والدته وأخيه، بعد أن كاد يلقى حتفه خلال حصار بلدته. توقفت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة المختلفة في المنطقة بموجب اتفاق وقعه ممثلو السلطات والشخصيات المحلية، يقضي بنزع سلاح الفصائل الدرزية.

لكن موجة العنف هذه لم تقتصر على منطقة واحدة، بل امتدت لتشمل بلدات درزية أخرى مثل جرمانا في ريف دمشق. وتأتي هذه الأحداث ضمن سياق أوسع من عدم الاستقرار المتزايد، حيث سبق أن شهدت مناطق أخرى أعمال عنف شديدة طالت أقليات أخرى مثل العلويين، مما يثير قلقاً عميقاً بشأن مستقبل السلم الأهلي.

تواجه السلطات السورية تحدياً جسيماً في محاولة احتواء هذا التصعيد وإعادة الأمن إلى البلاد، حيث لا تزال جيوب التوتر والصراع قائمة بين مختلف المكونات المجتمعية والتشكيلات المسلحة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.