المخرج الإيراني جعفر بناهي في مهرجان كان: «أنا على قيد الحياة لأني أصنع الأفلام»

المخرج الإيراني جعفر بناهي في مهرجان كان: «أنا على قيد الحياة لأني أصنع الأفلام»

في كلمات قليلة

عرض المخرج الإيراني البارز جعفر بناهي فيلمه «حادث بسيط» في مهرجان كان، متحدياً حظراً رسمياً دام 15 عاماً. صرح بناهي بأنه يشعر بأنه على قيد الحياة طالما يمارس صناعة الأفلام، مؤكداً على ضرورة إيجاد سبل للاستمرار في العمل رغم العقبات.


عرض المخرج الإيراني البارز جعفر بناهي، الذي فرضت عليه الجمهورية الإسلامية حظراً على صناعة الأفلام لمدة 15 عاماً، عمله الجديد «حادث بسيط» في مهرجان كان السينمائي. يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويتناول المعضلة الأخلاقية للإيرانيين الذين يميلون إلى الانتقام من معذبيهم.

قال بناهي، خلال مؤتمر صحفي في كان يوم الأربعاء: «عندما تسجن الجمهورية الإسلامية فناناً، عليها أن تتحمل العواقب. بفضل الإمكانيات التكنولوجية المتاحة اليوم، لا يمكن لأي سلطة أن تمنع فناناً من العمل». كما أشار المخرج، الذي يتنافس هذا العام على السعفة الذهبية بفيلمه «حادث بسيط»، إلى أن شريكه في كتابة السيناريو مهدي محموديان، المعتقل حالياً، سيخرج «من السجن بعشرات الأفكار للسيناريوهات».

بعد 15 عاماً قضاها في إيران، حيث كان تحت الإقامة الجبرية وسجن مرتين، أكد المخرج أنه يشعر بأنه «على قيد الحياة» بفضل الأفلام التي يتمكن من صناعتها رغم القيود المفروضة. وأشار جعفر بناهي إلى أنه لا يفكر في الانتقامات التي قد تترتب على عرض فيلمه «حادث بسيط» في كان. وقال: «لم آخذ وقتاً لأفكر فيما قد يحدث».

وتعليقاً على موضوع الانتقام في فيلمه، أثار بناهي سؤالاً أوسع حول مستقبل إيران. قال: «السؤال الذي يطرح نفسه هو في الأساس: ماذا سأفعل في موقف كهذا؟ بصراحة، لا أعرف... في نهاية المطاف، المسألة ليست ما إذا كان ذلك يؤثر علينا شخصياً، بل كيف نشكل مستقبل هذا البلد. إلى أين نحن ذاهبون؟ هل ستستمر هذه الدورة أم سننجح في أن نضمن ألا يملي علينا أحد كيف نرتدي ملابسنا، ما الذي يجب أن نبتكره أو نأكله؟ لا يحق لأحد السيطرة على ذلك».

رداً على سؤال حول مخاوفه على سلامته عند العودة إلى إيران، أجاب بناهي أن الأهم هو إنجاز الفيلم. وقال: «أنا على قيد الحياة طالما أصنع الأفلام. إذا لم أصنع الأفلام، فإن ما يحدث لي لم يعد له أهمية».

وعبّر بناهي أيضاً عن سعادته بالعودة إلى مهرجان كان والفرصة لمشاهدة الأفلام مع الجمهور. قال: «ما افتقدته حقاً هو مشاهدة الأفلام مع المشاهدين. لأنني لم أتمكن من عرض أفلامي في السينما، لم أستطع مشاهدتها أو رؤية ردود أفعال الناس. الآن، هذا هو الشيء الأعظم، أن أعيش الفيلم مع الجمهور... عندما تشاهد فيلماً مع الآخرين، تشعر بأنك على قيد الحياة»، مضيفاً أن أكبر حلم لديه هو عرض فيلمه في سينما في إيران.

تحدث بناهي عن صعوبة العمل تحت الحظر، مشيراً إلى أنه «لا يسمحون لنا دائماً بصناعة الأفلام، لكننا نجد حلولاً... المهم هو أن تجد حلاً، تماماً كما فعلت أنا وأصدقاء آخرون. عندما فرضوا علي حظراً على التصوير لمدة 15 أو 20 عاماً، كان بإمكاني بسهولة العودة إلى المنزل وأقول: انتهى الأمر... لكنني سألت نفسي: ماذا يمكنني أن أفعل على أي حال؟ المهم هو الاستمرار في العمل».

استذكر كيف كان طلاب السينما يشتكون له من العقبات، لكن بعد أن استمر هو في التصوير رغم الحكم، رأوا أن «الظروف الصعبة ليست عذراً لعدم العمل». وختم قائلاً: «فهموا أنه حتى في أسوأ الظروف، نجد حلولاً».

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.