
في كلمات قليلة
الكاتب الفرنسي الشهير فريديريك بيغبيدير تحدث عن الصراع بين الأدب الإنساني ونصوص الذكاء الاصطناعي. يعتبر كتاب باتريك تودوريه مثالاً للإبداع الأصيل وآخر حصن ضد الآلات.
عبّر الكاتب والناقد الفرنسي الشهير فريديريك بيغبيدير عن رؤيته لوضع الأدب المعاصر ودوره في عصر التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي. وفي مقال رأي له، أشاد بيغبيدير بكتاب باتريك تودوريه «الخلود، والساعة في اليد...» (L’Éternité, montre en main…) واصفاً إياه بـ«الروعة» و«العمل البهي».
يرى بيغبيدير أن قراءة مثل هذه اليوميات الصادقة والأعمال المكتوبة بصيغة المتكلم أصبحت ضرورية للغاية في عالم تتزايد فيه النصوص المولدة بواسطة الخوارزميات الاحتمالية والذكاء الاصطناعي. يضع بيغبيدير خطاً فاصلاً واضحاً بين الإبداع البشري الأصيل، المبني على التجربة الشخصية والمشاعر والفكاهة والذكريات، وبين النصوص الجامدة التي تنتجها الآلات.
يؤكد بيغبيدير أن الأدب الذي يعبر عن «الأنا» البشرية – حتى لو بدا أنانياً – يكتسب معنى سياسياً ووجودياً جديداً. هذه «الهفوات الأنانية» تصبح آخر حصن ضد عالم آلي تفتقر نصوصه إلى الروح والمعنى. إن الكتب التي يكتبها أناس فضوليون وحساسون وظرفاء يسافرون ويقرأون ويتجولون ويتذكرون، هي التي، على حد تعبير بيغبيدير، «تُعطي مَعنىً لحَياتِنا».
وفي تقديره الكبير لعمل باتريك تودوريه، يدعو بيغبيدير القراء لاختيار جانبهم في هذه «الحرب» بين الإنسان والآلة، مشدداً على أن الحياد غير ممكن. قراءة يوميات تودوريه، في رأيه، تسمح برؤية حياة كاملة مليئة بالعظمة المتواضعة لبروتوني كاثوليكي، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع لا شخصية نصوص الذكاء الاصطناعي.
بهذه الطريقة، يطرح فريديريك بيغبيدير مسألة قيمة ما هو إنساني في الفن في مواجهة التقدم التكنولوجي، ويرى خلاص العالم ليس في الأفكار المجردة، بل في الأعمال الحميمية والصادقة القادرة على لمس روح القارئ.