
في كلمات قليلة
يتناول الخبر الأصول التاريخية لزخرفة كنيسة سيستين. يركز على مشروع البابا سيكستوس الرابع ودور الفنان بوتيتشيلي في تأسيس هذا الرمز للسلطة البابوية وأحد أعظم روائع عصر النهضة.
يُعتقد أن الفنان الإيطالي الشهير ساندرو بوتيتشيلي لم يغادر فلورنسا مسقط رأسه إلا لبضعة أشهر. كانت وجهته إلى روما، حيث شارك في زخرفة كنيسة سيستين التي كانت قيد الإنشاء آنذاك – المبنى الذي أصبح لاحقاً رمزاً حقيقياً للسلطة البابوية وأحد أشهر الصروح في العالم المسيحي.
تعود بدايات زخرفة كنيسة سيستين إلى مشاريع البابا نيكولاس الخامس. فبعد إنهاء الانشقاق الكبير عام 1449، وضع البابا نيكولاس الخامس ثلاثة مشاريع كبرى نصب عينيه: تنظيم حملة صليبية لاستعادة الأراضي المقدسة، بناء كنيسة بابوية مخصصة للاحتفالات الرسمية، وتأسيس مكتبة ضخمة تجمع تراث العصور القديمة والكتاب المقدس والفلسفة واللاهوت. قبل وفاته عام 1455، تحقق المشروع الأخير فقط، وهو إنشاء مكتبة الفاتيكان.
بعد عشرين عاماً، في عام 1471، أحيا فرانشيسكو ديلا روفيري، الذي أصبح البابا سيكستوس الرابع، الخطط الطموحة لسلفه. وفي عام 1473، بدأ بناء الكنيسة البابوية في قلب الفاتيكان. كان نيكولاس الخامس يهدف في الأصل إلى بناء ما يعادل هيكل سليمان من الناحية المسيحية. وقد حقق سيكستوس الرابع هذه الفكرة، متقيداً في أبعاد الكنيسة بالإشارات الواردة في الأناجيل حول أبعاد هيكل القدس.
صُممت كنيسة سيستين خارجياً لتشبه الحصن، وكان الهدف منها أن تكون ليس فقط مكاناً للاحتفالات البابوية، بل أيضاً رمزاً قوياً للسلطة البابوية التي استعادت قوتها. كان جذب فنانين بارزين مثل بوتيتشيلي خطوة أساسية في زخرفتها الفنية، مما وضع الأساس لخلق الجداريات التي ستجعلها مشهورة عالمياً لاحقاً.