ليلة بيضاء في روما: "ديور كروز 2026" عرض أزياء أم حفل وداع ماريا غراتسيا كيوري؟

ليلة بيضاء في روما: "ديور كروز 2026" عرض أزياء أم حفل وداع ماريا غراتسيا كيوري؟

في كلمات قليلة

أقيم عرض مجموعة ديور كروز 2026 في روما على شكل حفل أسطوري باللونين الأبيض والأسود في فيلا ألباني تورلونيا التاريخية. قدمت المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري مجموعة شخصية للغاية مستوحاة من تاريخ روما والسينما، وسط تكهنات حول مغادرتها المحتملة لدار ديور بعد تسع سنوات من النجاح.


في ليلة ساحرة على تلال روما الخالدة، المدينة التي ولدت فيها، دعت المديرة الإبداعية لدار ديور، ماريا غراتسيا كيوري، ضيوفها إلى حفل أسطوري لتقديم مجموعة "ديور كروز 2026" (Dior Croisière 2026). كان الحفل بمثابة "كرة بيضاء" عملاقة، حيث التزم الجميع بقواعد اللباس الصارمة: السيدات باللون الأبيض الناصع والرجال بالأسود الأنيق، في مشهد استثنائي جمع بين الفخامة والغموض.

لم تتخلف أي من الشخصيات البارزة عن الالتزام بالزي، حيث ظهرت النجمات في فساتين تشبه ملابس الكاهنات الرومانيات القديمة، أو في تصاميم عتيقة متلألئة. هذا الحدث المذهل، الذي أقيم في روما، مسقط رأس كيوري، اكتسب نكهة خاصة، خاصة في ظل الشائعات المتزايدة حول احتمال مغادرتها منصبها المرموق الذي شغلته لتسع سنوات. ورغم التكهنات، قدمت كيوري مجموعتها بشغف وطاقة إبداعية لا تضاهى، جاعلة هذا العرض الأكثر حميمية وشخصية على الإطلاق، حيث روت من خلاله قصتها وشغفها بمدينتها وأصدقائها.

حفل خيالي في قصر ألباني تورلونيا

أقيم العرض في حدائق فيلا ألباني تورلونيا (Villa Albani Torlonia)، وهو قصر خاص مذهل يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر. أرادت كيوري أن تعيد إحياء فكرة "الكرة البيضاء" الخيالية، مستلهمة من الحفل الشهير الذي أقامته الكونتيسة الرومانية ميمي بيتشي-بلانت في باريس عام 1930. هذه الكونتيسة، التي كانت راعية للفنون، تحتل مكانة مهمة في وجدان كيوري، مما يضفي عمقاً ثقافياً على المجموعة.

تحولت الأجواء إلى مشهد مسرحي حي، حيث ظهرت العارضات كأطياف بيضاء متطورة، تبرز من بين الشجيرات الداكنة في ضوء الشفق. كان العرض احتفالاً بالسينما والمسرح والأزياء الراقية. افتتحت المجموعة بإطلالات مستوحاة من شخصية كازانوفا في أفلام فيليني، بستر ذيل السمكة (tailcoats) المتقنة التي تم تنفيذها بالتعاون مع ورش أزياء تيريللي (Tirelli) الشهيرة في روما، ممزوجة بالسراويل البيضاء أو الفساتين الشفافة.

الأنوثة الوظيفية واللمسة الرومانية

تجسد المجموعة هوس ماريا غراتسيا كيوري بالخفة والأنوثة المتحررة. برزت فساتين "الأزياء الراقية" (Haute Couture) البيضاء النقية، التي لعبت على الشفافية والكسرات والتطريزات ثلاثية الأبعاد من الدانتيل والحرير. تؤكد كيوري مجدداً على فلسفتها النسوية: الملابس هي التي تتكيف مع جسد المرأة، وليس العكس. ظهرت العارضات بأحذية مسطحة، في تأكيد على أن البساطة يمكن أن تكون مبهرة ومريحة في آن واحد.

تضمنت التصاميم إشارات ثقافية غنية من روما، مثل طبعات مستوحاة من فن "الغروسك" (Grotesque) الموجود على جدران قصر نيرون القديم، وتحويل أردية الكرادلة إلى فساتين أنيقة. كما أعادت كيوري تفسير فستان "بريتينو" (Pretino) الأسود الشهير ذي الأزرار الحمراء، الذي ارتدته أنيتا إيكبرغ في فيلم "الحياة الحلوة" (La Dolce Vita) للمخرج فيليني.

إرث تسع سنوات من النجاح

منذ توليها الإدارة الإبداعية لمجموعات ديور النسائية في عام 2016، لم تحِد كيوري عن مسارها المتمثل في وضع النسوية في صميم عملها، لتقدم أزياء عملية ومرغوبة وأيقونية. لقد نجحت في مضاعفة إيرادات قسم الأزياء النسائية أربع مرات بفضل إبداعاتها التي أصبحت من الأكثر مبيعاً، مثل أحذية Slingback وحقائب Book Tote وحقيبة Saddle التي أعادت إحياءها.

في ختام العرض، حظيت ماريا غراتسيا كيوري بتصفيق حار من جميع الحاضرين، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل سيلفيا فندي وفالنتينو غارافاني. هذا التقدير لم يكن مجرد احتفال بعرض مذهل، بل اعتراف بتأثيرها الدائم على دار ديور كحليفة للمرأة العصرية، لتنهي ليلتها في روما وسط عائلتها وأصدقائها، في رقصة أخيرة مليئة بالمشاعر.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.