
في كلمات قليلة
استقر التوظيف في القطاع الخاص بفرنسا خلال الربع الأول من عام 2025 بعد تراجع سابق. ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى خلق فرص عمل في القطاع غير الربحي وتطور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
بعد فترة من الانخفاض شهدتها نهاية عام 2024، حافظ التوظيف في القطاع الخاص بفرنسا على استقراره خلال الربع الأول من عام 2025. ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى خلق فرص عمل جديدة في القطاع غير الربحي.
وفقًا للبيانات الإحصائية المتاحة، خسرت القطاعات التجارية التقليدية، بما في ذلك قطاع الخدمات والصناعة والزراعة، حوالي 13,200 وظيفة بين يناير ومارس 2025. لكن في المقابل، تم استحداث 22,000 وظيفة في قطاع الخدمات الثلاثية، وخاصة في مجال خدمات الشركات والأفراد. يرى الخبراء أن هذا الأداء يُعدّ أفضل من التوقعات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
القطاع غير الربحي كان له دور محوري في الحفاظ على مستوى التوظيف في فرنسا منذ بداية العام. يعتبر هذا القطاع جزءًا هامًا مما يُعرف بـ "الاقتصاد الاجتماعي والتضامني" (ESS). يمثل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني نظامًا متكاملاً يدعم إطلاق المشاريع والمبادرات ذات التوجه الاجتماعي، ويسهل حصولها على التمويل اللازم، سواء من مصادر تقليدية كالقروض البنكية أو من خلال آليات تمويل خاصة بالقطاع. من الأمثلة على ذلك، حرفي يوظف شخصًا في إطار برنامج للإدماج المهني.
تشير التقديرات إلى وجود حوالي 165,000 مؤسسة مصنفة ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني حاليًا (بشروط معينة)، وتوظف ما يقرب من 2.5 مليون عامل. يساهم هذا القطاع بشكل كبير في دعم الاقتصاد الفرنسي.
التمويل التضامني يجذب الفرنسيين
يشهد "التمويل التضامني" أيضًا تزايدًا في الإقبال عليه من قبل الفرنسيين. على عكس التمويل الجماعي (crowdfunding)، يعتبر التمويل التضامني نوعًا من الاستثمار يقع في منتصف الطريق بين الادخار والاستثمار منخفض المخاطر. حاليًا، يقوم حوالي مليون فرنسي بتوجيه جزء من مدخراتهم واستثماراتهم بهذه الطريقة. إجمالي المبالغ المستثمرة في التمويل التضامني يتجاوز 10 مليارات يورو، وهو في تزايد مستمر.
لا يتردد المدخرون والمستثمرون في التمويل التضامني في دعم مشاريع قد تكون غير تقليدية، ولكنها تساهم في خلق فرص عمل في قطاعات اجتماعية أو جمعيات ربما لم تكن لترى النور بدون هذا المصدر المالي. تؤكد الأرقام الصادرة عن الإحصاءات للربع الأول أن هذا النهج يحقق نتائج إيجابية.