فرنسا: هل يعود عصر الورثة؟

فرنسا: هل يعود عصر الورثة؟

في كلمات قليلة

ثروة الفرنسيين اليوم تعتمد على الميراث أكثر من العمل، لكن هذا الميراث غالبًا ما يأتي متأخرًا في الحياة بحيث لا يمكنه تغيير مسار حياة الورثة بشكل جذري.


كانت كنيسة «لا مادلين» في باريس «مليئة بالناس، حيث عاد كل واحد إلى مكانه، لرؤيتهما يمران معًا. كان يسير ببطء، بخطى هادئة، رأسه مرفوع، وعيناه مثبتتان على النافذة الكبيرة المشمسة للباب. شعر بقشعريرة طويلة تسري في جلده، تلك القشعريرة الباردة التي تمنحها السعادة الهائلة. لم يكن يرى أحدًا. لم يكن يفكر إلا في نفسه». هكذا يصف موباسان في نهاية روايته «بيل أمي» اللحظة التي تكللت فيها حياة بطله بالنجاح، حين أصبح زوجًا لسوزان فالتر وبالتالي صهرًا لقطب صحفي مؤثر، ليحمل اسم البارون جورج دو روا دو كانتيل.

بعد العديد من الانتكاسات والخيبات وبعض الانتصارات، يضمن هذا الزواج المرموق للشاب حياة مليئة بالمجد والسعادة. كتب موباسان هذا المشهد عام 1885، ولم يكن يخترع شيئًا. ففي عصر «البيل إيبوك»، كان اختيار الزوج أو الزوجة يمثل العامل الأول للتنقل الاقتصادي والاجتماعي، حيث كانت عائدات الإرث والممتلكات تتجاوز بكثير أجور العمل.

اليوم، يبدو أن هذا النمط يعود مجددًا، حيث أصبح الميراث المصدر الرئيسي لثروة الفرنسيين، متجاوزًا الدخل من العمل، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الحراك الاجتماعي والمساواة الاقتصادية في فرنسا.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.