تهديد أمريكي جديد يهز الصين: واشنطن تستهدف 70% من الصادرات الصينية عبر دول ثالثة

تهديد أمريكي جديد يهز الصين: واشنطن تستهدف 70% من الصادرات الصينية عبر دول ثالثة

في كلمات قليلة

تخطط إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة تستهدف البضائع الصينية التي يتم شحنها عبر دول ثالثة، وهو ما قد يؤثر على 70% من صادرات الصين إلى الولايات المتحدة. ويأتي هذا التهديد قبل جولة جديدة من المفاوضات التجارية من المقرر عقدها في السويد الأسبوع المقبل. وتسعى واشنطن من خلال هذه الخطوة إلى سد الثغرات التي تسمح للصين بتجنب الرسوم الحالية.


تستعد الولايات المتحدة لتصعيد ضغوطها التجارية على الصين من خلال استهداف البضائع التي يتم شحنها عبر دول ثالثة. فقد هددت إدارة ترامب في سلسلة من الإخطارات بفرض رسوم جمركية مرتفعة على هذه السلع بحلول الأول من أغسطس، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية ثنائية مع الدول المعنية مثل إندونيسيا والمملكة المتحدة وفيتنام.

تهدف واشنطن من خلال هذا الإجراء إلى سد الثغرات التجارية التي تستغلها بكين لتجنب الرسوم الجمركية القائمة. ويُعرف هذا النوع من الشحن بـ "إعادة الشحن"، حيث يتم نقل البضائع من وسيلة نقل إلى أخرى دون تخزينها.

إذا تم تطبيق هذه التهديدات، فقد تتعرض نسبة كبيرة من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة للخطر. ووفقًا لمحللين في بلومبرغ إيكونوميكس، فإن استهداف عمليات إعادة الشحن قد يهدد 70% من الصادرات الصينية إلى أمريكا، وهو ما يمثل أكثر من 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي للصين.

وأشار المحللون في مذكرة بحثية إلى أن "التدفقات التجارية عبر دول ثالثة كبيرة وساهمت في تخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الحالية". وأضافوا أن "تشديد الرقابة على هذه الشحنات سيفاقم الأضرار الناجمة عن الحرب التجارية وقد يقوض فرص النمو طويلة الأجل" لبكين.

وقد زاد اعتماد الصين على دول ثالثة، مثل المكسيك وفيتنام، لتصنيع المنتجات النهائية أو المكونات، خاصة بعد الحرب التجارية الأولى التي أطلقها ترامب. وارتفعت حصة الصين في إنتاج السلع ذات القيمة المضافة المتجهة إلى الولايات المتحدة عبر هذه الدول إلى 22% في عام 2023، مقارنة بـ 14% في عام 2017.

ومع ذلك، لا يزال الغموض يكتنف تعريف "إعادة الشحن" الذي ستعتمده الولايات المتحدة، وما إذا كان سيشمل قطع الغيار والمكونات أم سيقتصر على المنتجات النهائية، وهو ما يثير حالة من عدم اليقين حول مدى صرامة تطبيق هذه القيود.

في سياق متصل، أعلن وزير الخزانة الأمريكي أنه سيلتقي بنظرائه الصينيين في السويد الأسبوع المقبل لإجراء جولة ثالثة من المباحثات التجارية. ويأتي هذا اللقاء في أعقاب جولتين سابقتين في جنيف ولندن أدت إلى خفض نسبي للتوترات. وقال الوزير لشبكة "فوكس بيزنس": "أعتقد أن التجارة مع الصين تسير على ما يرام [...] وآمل أن أرى الصينيين يقومون بلفتة على الأقل فيما يتعلق بقدرتهم الصناعية الفائضة".

من جانبها، اعترفت بكين بأن اقتصادها يواجه "وضعًا خطيرًا ومعقدًا للغاية"، لكنها أكدت امتلاكها "صندوق أدوات" لمواجهة أي تباطؤ اقتصادي محتمل في النصف الثاني من العام.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.