وثائقي يكشف الجوانب الخفية لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو وطموحاته السياسية

تم عرض فيلم وثائقي جديد عن برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، الذي برز كشخصية محورية في الحكومة الفرنسية خلال الأشهر الأخيرة. يقدم الفيلم، الذي عمل عليه المخرج لوي موران لمدة ستة أشهر، نظرة معمقة على الحياة اليومية والمعتقدات السياسية لشخص يعتبره الكثيرون مرشحاً محتملاً للرئاسة في انتخابات عام 2027.

الفيلم بعنوان «رجل بوفو» (L’homme de Beauvau)، ولا يعرض ريتايو في دوره الرسمي كوزير فحسب، بل أيضاً في جوانب أكثر شخصية من حياته. سيشاهده الجمهور أثناء لقاءاته مع قوات الأمن، وخلال زياراته الميدانية كما حدث في مايوت بعد الإعصار، وحتى في منزله بمنطقة فاندي. سعى المخرج لتقديم صورة للسياسي "بعيدة عن الكاريكاتير"، وكشف عن طيفه العاطفي الذي يراه موران مهماً في العمل السياسي.

من المواضيع الرئيسية التي يتناولها الفيلم التزام ريتايو بمبادئه وما يسميه "التحدث بصراحة" (parler vrai). الوزير لا يخشى التعبير عن مواقف صارمة، سواء فيما يتعلق بتجريم متعاطي المخدرات أو تشديد شروط الحصول على الجنسية، وهو مستعد للدفاع عنها رغم العواصف الإعلامية التي تثيرها. ويرى محللون أن هذه الصراحة والطاقة تساهم في ارتفاع شعبيته.

من المثير للاهتمام أن برونو ريتايو نفسه لم يكن يسعى في الأصل لتولي منصب وزير الداخلية، رغم إلمامه الجيد بقضايا الهجرة، حيث كان يتعامل سابقاً مع ملفات اقتصادية في مجلس الشيوخ. لكن الأشهر الأخيرة دفعته بقوة إلى واجهة المشهد السياسي الفرنسي. يمثل الفيلم الوثائقي فرصة له لتوثيق أعماله ووجهات نظره، تاركاً "أثراً دائماً" كما وصف الأمر.

يعرض الفيلم أيضاً لحظات شخصية من حياة ريتايو، وارتباطه بمنطقته الأصلية فاندي، حيث يمتلك ثمانية رؤوس من الأغنام. هذه المشاهد تسلط الضوء على صورته كسياسي "متجذر" في جذوره، وهو ما قد يساعده على الحلم ببلوغ قمم سياسية أعلى من منصبه الحالي.

يقدم فيلم «رجل بوفو» لمحة عن شخص قد يلعب دوراً هاماً في مستقبل السياسة الفرنسية، مع إظهار صدقه وتصميمه كأبرز أوراقه في سباق مستقبلي محتمل.