استفتاء الميزانية في فرنسا: 'لعبة سياسية' على حساب المصلحة العامة؟

استفتاء الميزانية في فرنسا: 'لعبة سياسية' على حساب المصلحة العامة؟

في كلمات قليلة

مقترح إجراء استفتاء على الميزانية في فرنسا يثير الجدل ويعتبره خبراء مناورة سياسية. يُحذر الخبراء من المخاطر التي تهدد الديمقراطية والاستقرار السياسي.


يثير اقتراح فرانسوا بايرو، المفوض السامي للتخطيط في فرنسا، إجراء استفتاء شعبي حول مسألة خفض عجز الميزانية جدلاً واسعاً. يحذر عالم السياسة بنجامين موريل من تحول هذه الأداة الديمقراطية إلى مجرد مناورة سياسية، مستوحاة أكثر من 'لعبة العروش' السياسية في المسلسلات التلفزيونية، وليس من السعي الحقيقي للمصلحة العامة.

يرى الخبراء أن الاستفتاء هو مجرد وسيلة، أداة في يد الرئيس. لكن تاريخ فرنسا يظهر أن نتائج مثل هذه الاستفتاءات لم تؤخذ دائماً بعين الاعتبار. حدث ذلك مع استفتاء الدستور الأوروبي عام 2005، والتصويت على وضع كورسيكا عام 2003 وألزاس عام 2013، ومشروع مطار نوتردام دي لاند الذي أقره السكان ولكنه لم يُنفذ أبداً.

اليوم، يبدو اقتراح رئيس الوزراء عرض مشروع قانون الميزانية على استفتاء وكأنه 'لعبة سياسية' واضحة. يرى الخبراء أن الهدف منها هو الضغط على المعارضة وحتى على الأغلبية الحاكمة نفسها. إنها محاولة لإعادة التموضع في الساحة السياسية، بعيداً عن دور رئيس الدولة كحارس للمصلحة العامة.

يحدد علماء السياسة ثلاثة مخاطر رئيسية مرتبطة بفكرة إجراء مثل هذا الاستفتاء:

أولاً: **خطر خيبة الأمل**. طرح نص ميزانية مقيد على صناديق الاقتراع، لن يتغير كثيراً على الأرجح بعد التصويت، سيعزز الشعور بالعجز الديمقراطي ويفتح الباب للراديكالية. هناك مخاوف من أن يكون الأمر مجرد حملة تواصلية، ستجعل الفرنسيين يشعرون بأنهم مجرد أداة في لعبة سياسية.

ثانياً: **خطر الاضطراب المؤسساتي**. في سياق الجمود وعدم الشعبية، يمكن أن يتعبأ جزء من المعارضة، أو حتى من الأغلبية، ضد السلطة التنفيذية. تصويت على الميزانية يمكن أن يتحول إلى تصويت على حجب الثقة بالحكومة، مما سيزيد من عدم الاستقرار السياسي.

ثالثاً: **الخطر الهيكلي لتفاقم عدم الاستقرار**. التحالف الذي يستند إليه بايرو غير متجانس ويشوبه مصالح متناقضة. تخيل حملة استفتاء حول الميزانية قبل أشهر قليلة من الانتخابات البلدية، حيث لدى الأحزاب الكثير لتخسره. وماذا سيحدث في حالة فوز خيار 'لا'؟ ميزانية بايرو هي نسخة معدلة قليلاً من سابقتها. كيف نختار بين إنكار الديمقراطية (بتجاهل النتيجة) وبين فزع الأسواق الناجم عن عدم اليقين؟

في ظل عدم الاستقرار الحالي في البلاد، استخدام الاستفتاء كـ 'لعبة سياسية' يبدو مستوحى أكثر من المسلسلات السياسية منه من البحث عن المصلحة العامة. إذا كان مجرد حملة تواصلية قصيرة المدى، فسيزيد ذلك من ضعف العلاقة بين الفرنسيين والسياسة. مهمة الرئيس هي حماية المؤسسات، ومهمة رئيس الوزراء هي قيادة سياسة الأمة للمصلحة العامة. هذه الوظائف نبيلة وتكفي لإضفاء الشرعية على من يشغلها، أكثر بكثير من أي 'لعبة بوكر سياسية'.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.