
في كلمات قليلة
احتفالاً بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، بُث فيلم وثائقي فرنسي عن مساهمة 'فرنسا الحرة' في النصر. تبع ذلك برنامج خاص استضاف مؤرخين من داخل متحف الجيش لمناقشة آثار الحرب.
بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، تقدم وسائل الإعلام الفرنسية سهرة خاصة للاحتفال بهذا الحدث التاريخي المهم. تتضمن السهرة عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على رحلة قوات "فرنسا الحرة" نحو تحقيق النصر.
يعود الفيلم الوثائقي، الذي أنتج عام 2015 احتفالاً بالذكرى السبعين لاستسلام ألمانيا، بالزمن ليقص حكاية مسيرة جيوش "فرنسا الحرة" الآلية. يستعرض الفيلم رحلتهم من القواعد في يوركشاير بالمملكة المتحدة وصولاً إلى الساعات الأخيرة من الصراع. ويتناول عمليات الإنزال في نورماندي، وتحرير مدينتي تولون ومارسيليا، ومعركة الألزاس. يوضح الفيلم أن النصر النهائي على الرايخ الثالث لم يتحقق فقط بجهود الدبابات الأمريكية والأسلحة الروسية، بل كان لقوات فرنسا الحرة دور أساسي في السيطرة على البحار والمساهمة في تحرير الأراضي الفرنسية.
شخصيات هذه الملحمة العسكرية هم عناصر الفرقة المدرعة الثانية بقيادة الجنرال لوكليرك، والجيش الأول بقيادة الجنرال دي لاتره دو تاسيني، الذين بدأوا حملاتهم في شمال أفريقيا. يتضمن الوثائقي شهادات قيّمة وروايات مؤثرة قدمها قدامى المحاربين عام 2015. هذه الذكريات الشخصية، التي نُقلت للأجيال القادمة، تتيح التعمق في جوانب من الحياة اليومية العادية، المأساوية أو السعيدة، للرجال والنساء الذين شاركوا في هذا الفصل الفريد من القرن العشرين.
يشارك بعض المحاربين القدامى قصصاً طريفة، كقصة زملائهم الذين احتفلوا أكثر من اللازم ليلة تحرير باريس، أو قصة دبابة تحمل اسماً فكاهياً لفتت انتباه الجنرال لوكليرك.
في الجزء الثاني من السهرة، يُقدم برنامج خاص وموسع يُعرض لأول مرة من خارج الاستوديو، حيث يُبث من قلب متحف الجيش. يأخذ مقدم البرنامج المشاهدين في جولة عبر مقتنيات المتحف المتعلقة بالحرب العالمية الثانية. تُبرز المعروضات نماذج مختلفة، مذكرة بأن الصراع كان فترة انقسام لفرنسا، حيث تشتت شبابها بين ملل معسكرات الأسر، استغلال العمل القسري، والمنفى إلى جانب القوات الحرة. كما تُظهر المجموعات تقسيم الأراضي الفرنسية إلى مناطق محتلة وغير محتلة، وتجزئتها في الشمال والشمال الشرقي.
يختتم البرنامج باستضافة المؤرخين جان كريستوف بويسون وستيفان كورتوا، اللذين يتحدثان عن العالم الجديد الذي نشأ عام 1945، في أوروبا التي انقسمت بين التجديد الديمقراطي والسيطرة السوفيتية، وهي تركيبة عالمية ما زلنا نعيش آثارها اليوم.