
في كلمات قليلة
أرسل وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين رسالة إلى القضاة تتضمن مقترحات لإصلاح النظام القضائي ومواجهة اكتظاظ السجون. اعتبرت نقابة القضاة هذه المقترحات "خطيرة للغاية" ولن تحل المشكلة، مشددة على خطورة بعض الإجراءات المقترحة.
أرسل وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانين، رسالة إلى القضاة تتضمن مسارات مقترحة لإصلاح النظام القضائي بهدف مواجهة الاكتظاظ الشديد في السجون. لكن سلسلة هذه الإجراءات قوبلت بإدانة شديدة من قبل نقابة القضاة (Syndicat de la magistrature).
وصفت مانون لوفيفر، السكرتيرة الوطنية لنقابة القضاة، مقترحات جيرالد دارمانين بأنها "خطيرة للغاية"، وذلك في تصريح اليوم الاثنين. وقد تناول الوزير في رسالته تفاصيل العديد من المقترحات لتشديد الاستجابة القضائية للجريمة والعودة إلى الإجرام.
من بين الإجراءات المتوخاة، فرض أحكام دنيا على الجرائم اليومية وتطوير نظام "الإقرار بالذنب" لبعض الجرائم الخطيرة. تأتي هذه الإعلانات في الوقت الذي تواجه فيه فرنسا أزمة اكتظاظ حادة في السجون، حيث يتجاوز عدد النزلاء 83 ألفًا مقابل ما يزيد قليلاً عن 60 ألف مكان.
ترى مانون لوفيفر أن "هذه المقترحات تتجه نحو تشديد كبير. لن تغير شيئًا على الإطلاق في الوضع الكارثي للسجون ولن تساعد في مكافحة العودة إلى الإجرام". وتحذر بشكل خاص من توسيع نطاق "الإقرار بالذنب" ليشمل القضايا الجنائية، معتبرة أن "هذا جهل تام لتعقيد الملفات الجنائية التي تتطلب وقتًا. إنها ملفات معقدة تنطوي على أحكام مهمة، نتحدث عن 20 و30 عامًا. الجلسة القضائية ضرورية. سنضر بالعدالة الجنائية بدلاً من تزويدها بالإمكانيات".
كما ترى السكرتيرة الوطنية لنقابة القضاة في الأحكام الدنيا "عودة إلى أحكام الحد الأدنى"، والتي، حسب قولها، "لم يكن لها أي تأثير على العودة إلى الإجرام، والأهم من ذلك، كان لها تأثير كبير على اكتظاظ السجون". وتؤكد أن "فردية الأحكام" تبقى "مبدأً أساسيًا".
في مواجهة أزمة السجون، يرغب جيرالد دارمانين في تفضيل البدائل للسجن، مثل الأعمال ذات النفع العام أو ارتداء السوار الإلكتروني، لكنه يرفض الإفراج المبكر عن بعض النزلاء. بالنسبة لمانون لوفيفر، فإن الوزير "لا يطرح على الإطلاق السؤال عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الاكتظاظ: زيادة التجريم".
وتأسف قائلة: "نخلق المزيد من الجرائم التي يُعاقب عليها بالسجن. لدينا لجوء جماعي إلى السجن، سياسة جنائية قمعية أكثر فأكثر. وقبل كل شيء، يبقى السجن في قلب الاستجابة العقابية".