روسيا تشدد قبضتها الرقمية: قانون جديد يفرض غرامات على مجرد البحث عن محتوى "متطرف"

روسيا تشدد قبضتها الرقمية: قانون جديد يفرض غرامات على مجرد البحث عن محتوى "متطرف"

في كلمات قليلة

أقر البرلمان الروسي قانونًا يفرض غرامات مالية على المواطنين لمجرد البحث عن محتوى يصنف بأنه \"متطرف\" أو مشاهدته. تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الكرملين لفرض سيطرة كاملة على الفضاء الرقمي وعزل المستخدمين عن الخدمات الأجنبية.


في خطوة جديدة لتعزيز السيطرة على الفضاء الرقمي، أقر مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى في البرلمان) قانونًا مثيرًا للجدل يعاقب المستخدمين على مجرد البحث عن محتوى يصنف بأنه "متطرف" أو مشاهدته، حتى دون مشاركته. وبموجب هذا التشريع، قد يواجه مستخدمو الإنترنت غرامة تصل إلى 5000 روبل (حوالي 54 يورو) لمجرد الاطلاع على مقال أو مشاهدة مقطع فيديو يعتبر متطرفًا، بما في ذلك عند استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN).

تم تمرير النص بسرعة قياسية، حيث تم إدراج التعديلات بشكل سري في مشروع قانون لا علاقة له بالموضوع يتعلق بتنظيم شركات الشحن. وقد انتقدت مجموعات الدفاع عن الحقوق الرقمية هذه الخطوة، معتبرة أنها "تكتيك ماكر" لتجنب النقاش العام حول هذه الإجراءات القمعية.

يغير هذا القانون بشكل جذري الإطار القانوني للرقابة في روسيا. ففي السابق، كانت العقوبات تقتصر على إنشاء أو نشر المحتوى المحظور، أما الآن، فإن مجرد "البحث المتعمد عن مواد متطرفة بشكل واضح" أصبح جريمة. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة هي التي تحدد ما يعتبر "متطرفًا" ضمن سجل رسمي يضم حوالي 5500 كيان، ويشمل هذا التصنيف منظمات إرهابية، بالإضافة إلى "حركة المثليين"، والأغاني التي تنتقد السلطات، ومنشورات حقوق الإنسان.

ستعتمد السلطات على شركات الاتصالات والمنصات الروسية الكبرى، مثل "فكونتاكتي" (VK)، لتحديد المخالفين من خلال مراقبة سجلات التصفح أو شبكات Wi-Fi العامة. وعلى الرغم من أن استخدام الـ VPN ليس محظورًا رسميًا، إلا أن الوصول عبره إلى محتوى محجوب يعتبر غير قانوني. والآن، سيواجه الموردون الذين لا يتعاونون مع المنظمين غرامات ضخمة، كما سيتم فرض غرامات كبيرة على الترويج لخدمات الـ VPN.

يأتي هذا القانون كجزء من استراتيجية أوسع لفرض "الإغلاق الرقمي" بدأت منذ أكثر من عامين، خاصة بعد بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، حيث تم تجريم نشر "المعلومات الكاذبة" و"تشويه سمعة" الجيش، وحظر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام بوصفها "منظمات متطرفة".

وقد أدت حملة القمع إلى حجب ما يقرب من 800 ألف صفحة ويب في عام 2024 وحده، بزيادة 19% عن عام 2023. وفي الوقت نفسه، تسعى روسيا لبناء نظام رقمي وطني، مستوحى من نموذج "وي تشات" الصيني، بهدف تقليل الاعتماد على الخدمات الأجنبية وعزل المواطنين داخل فضاء رقمي تسيطر فيه الدولة بشكل كامل على المعلومات ووسائل الاتصال.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.