
في كلمات قليلة
توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق تجاري جديد، تتجنب بموجبه طوكيو فرض رسوم جمركية أمريكية مشددة تصل إلى 25% على سياراتها. ينص الاتفاق على رسوم متبادلة بنسبة 15% ويشمل قطاعي السيارات والزراعة، بينما يُستثنى منه قطاعا الصلب والألمنيوم.
قبل أقل من عشرة أيام من الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس لفرض رسوم تجارية إضافية جديدة، أُعلن عن التوصل إلى اتفاق "ضخم" مع اليابان. وصف الرئيس الأمريكي هذا الاتفاق بأنه "غير مسبوق"، مؤكداً أن الأرخبيل الآسيوي سيقبل من الآن فصاعداً برسوم جمركية "متبادلة" تبلغ 15%، وهي نسبة أقل بكثير من التهديدات السابقة.
يمثل هذا الإعلان تقدماً كبيراً لواشنطن، في وقت لا تزال فيه المفاوضات مع شركاء آخرين مثل الصين والمكسيك وكندا متعثرة. وكانت طوكيو، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، تخضع حتى الآن لرسوم جمركية أمريكية أساسية بنسبة 10%، تضاف إليها رسوم إضافية بنسبة 25% على السيارات و50% على الصلب والألمنيوم.
وفقاً للإدارة الأمريكية، من المتوقع أن يخلق هذا الاتفاق الجديد "مئات الآلاف من الوظائف" ويجذب "550 مليار دولار من الاستثمارات اليابانية" إلى الولايات المتحدة. ورغم أن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها حالياً، إلا أنها تعكس رغبة البيت الأبيض في الترويج لنجاح اقتصادي مع اقتراب تنفيذ سياسة الرسوم الإضافية. وأكد الرئيس أن "90% من الفوائد ستكون للولايات المتحدة".
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الياباني بهذا التقدم قائلاً: "نعتقد أنه إنجاز عظيم أننا حصلنا على أكبر تخفيض بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة". ويعتبر هذا التخفيف كبيراً، حيث سيتم تخفيض الرسوم الإضافية على السيارات إلى النصف، لتضاف إلى الرسوم الحالية البالغة 2.5%، لتصل الضريبة الإجمالية إلى 15%.
جاء الإعلان بينما كان المفاوض الياباني، ريوسي أكازاوا، يقوم برحلته الثامنة إلى واشنطن. وعلق على تويتر قائلاً: "المهمة أنجزت". ووفقاً للجانب الأمريكي، وافقت اليابان على فتح أسواقها "أمام تجارة السيارات والشاحنات الصغيرة والأرز وعدد من المنتجات الزراعية الأخرى" القادمة من الولايات المتحدة. وكان قطاع السيارات يمثل تحدياً كبيراً، حيث شكل العام الماضي ما يقرب من 30% من صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة.
لم تتأخر الأسواق في التفاعل، حيث قفز سهم تويوتا بأكثر من 14% في بورصة طوكيو. وقال تاتسو ياسوناجا، رئيس مجلس التجارة الخارجية: "هذه الخطوة الكبرى تبدد حالة عدم اليقين التي كانت تخيم على الشركات الخاصة".
مع ذلك، يظل الجانب الزراعي حساساً. فزيادة واردات الأرز الأمريكي كانت حتى الآن من المحرمات في طوكيو، حرصاً على حماية مزارعيها المحليين. وحاول المسؤولون طمأنة المنتجين اليابانيين بأن الاتفاق "لا يضحي" بمصالحهم.
في المقابل، أوضح ريوسي أكازاوا أن الرسوم الأمريكية الإضافية بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم لا يشملها هذا الاتفاق، وكذلك الأمر بالنسبة لنفقات الدفاع اليابانية التي تطالب واشنطن بزيادتها.