هل الظلام التام ضروري لنوم صحي؟ طبيبة أعصاب تكشف كيف يسرق "الضوء الأزرق" راحة أجسادنا

هل الظلام التام ضروري لنوم صحي؟ طبيبة أعصاب تكشف كيف يسرق "الضوء الأزرق" راحة أجسادنا

في كلمات قليلة

أكدت الدكتورة إيزابيل أرنولف، طبيبة الأعصاب، أن الظلام الكامل هو المفتاح لنوم صحي ومجدد. وأوضحت أن التعرض للضوء الأزرق، حتى من المؤشرات الصغيرة للأجهزة الإلكترونية، يخدع الدماغ، فيوقف إفراز الميلاتونين (هرمون النوم) ويحفز الكورتيزول (هرمون اليقظة)، مما يعطل دورات النوم ويؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضعف الذاكرة واضطراب الوزن. وقدمت نصائح عملية لتغطية مصادر الضوء واستخدام الأضواء البرتقالية للأطفال.


لطالما كان التساؤل حول مدى أهمية الظلام التام للحصول على نوم مريح ومجدد للطاقة مطروحاً. تجيب على هذا التساؤل الدكتورة إيزابيل أرنولف، طبيبة الأعصاب ورئيسة قسم أمراض النوم في مستشفى بيتي سالبترير، بتأكيد قاطع: الظلام الكامل يضمن لنا نوماً ذا جودة أفضل.

السبب بسيط ويتعلق بآلية عمل الدماغ أثناء الليل. خلال فترة النوم، نستيقظ حوالي عشر مرات دون أن ندرك ذلك، بهدف تغيير وضعية الجسم أو تعديل الوسادة مثلاً. وتشير الدكتورة أرنولف إلى أن حوالي 15% من النائمين يفتحون أعينهم فعلياً خلال هذه الاستيقاظات الدقيقة.

كيف يوقف الضوء الأزرق هرمون النوم؟

في هذه اللحظة، يشكل الضوء الاصطناعي خطراً حقيقياً. إن الأضواء الخافتة الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية، مثل شاشات الهواتف أو مؤشرات الشحن أو حتى مصابيح "الليد" (LED) في مقابس الكهرباء، تنبعث منها ما يعرف بـ الضوء الأزرق. إذا فتحنا أعيننا ولو للحظة، فإن هذه الأضواء تسبب اضطراباً فورياً في الدماغ.

تشرح طبيبة الأعصاب: «تحاكي الأضواء الاصطناعية تأثير ضوء الشمس. يخلط الدماغ بينها وبين الضوء الطبيعي ويعتقد أن اليوم قد بدأ. يقوم الضوء الأزرق حينها بإيقاف إفراز الميلاتونين (هرمون النوم)، ويحفز بدلاً من ذلك إفراز الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالنشاط واليقظة والاستعداد للاستيقاظ». بمعنى آخر، حتى أقل قدر من الضوء يعطل دورات النوم الأساسية لدينا.

تجدر الإشارة إلى أن الضوء لا يضرنا عندما تكون أعيننا مغلقة. فالجفون تعمل كمرشح فعال، ولا تسمح بمرور سوى الضوء الأحمر الذي لا يعيق عملية النوم.

تأثيرات طويلة الأمد ونصائح عملية

على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي هذه الإزعاجات البصرية إلى الأرق واضطرابات النوم. وتحذر الدكتورة أرنولف من أن التعرض المستمر للضوء أثناء النوم يمكن أن يسبب:

  • انخفاضاً في القدرة على التذكر والتركيز خلال النهار.
  • خللاً في تنظيم الوزن وضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
  • اضطراباً في قدرة الدماغ على معالجة وهضم المشاعر والأحداث اليومية أثناء النوم.

لضمان جودة النوم في الظلام التام وتجنب أضرار الضوء الأزرق، تقدم الدكتورة أرنولف مجموعة من التوصيات:

  1. استخدم شريطاً لاصقاً معتماً لتغطية جميع مصادر الضوء الصغيرة في غرفة النوم (مثل مؤشرات الأجهزة الإلكترونية).
  2. في المناطق الحضرية، يجب إغلاق الستائر أو المصاريع بإحكام لمنع دخول أضواء الشوارع أو مصابيح السيارات.
  3. يمكن اللجوء إلى قناع العين للنوم، لكن يجب الانتباه إلى أنه قد يسبب جفافاً للعين عند فتحها.
  4. بالنسبة لأطفالنا الذين يحتاجون إلى ضوء ليلي، تنصح الدكتورة أرنولف باختيار مصباح يصدر ضوءاً برتقالياً، لأنه يسهل النوم على عكس الأزرق.
  5. لتحقيق أقصى قدر من الراحة، يُنصح أيضاً باستخدام سدادات الأذن للحماية من الضوضاء.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.