نظرية "دعهم": كيف يغير تريند "تيك توك" الفيروسي حياتك ويحررك من القلق والسيطرة على الآخرين

نظرية "دعهم": كيف يغير تريند "تيك توك" الفيروسي حياتك ويحررك من القلق والسيطرة على الآخرين

في كلمات قليلة

"نظرية دعهم" هي فلسفة لـ "التخلي عن السيطرة" أطلقتها المدربة ميل روبينز، تدعو الأفراد إلى التوقف عن محاولة التحكم في تصرفات الآخرين لتحقيق السلام العاطفي. حققت النظرية انتشاراً واسعاً على "تيك توك" وأصبحت بائعاً أفضل، رغم مواجهتها لبعض الانتقادات حول أصالتها. وتشدد روبينز على أن المنهج يعمل فقط عند تطبيقه على الذات أيضاً، مع ضرورة وضع حدود واضحة في مواجهة السلوكيات الخطيرة.


في الأشهر الأخيرة، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك"، موجة جديدة من فلسفة التنمية الذاتية تُعرف باسم "نظرية دعهم" (The Let Them Theory). هذه النظرية، التي روجت لها المدربة الأمريكية ميل روبينز، تقدم حلاً جذرياً للتعامل مع مشاعر الأذى، والرفض، والقلق الناتج عن تصرفات الآخرين: ببساطة، "دعهم يفعلون ما يريدون".

لقد تحول كتاب روبينز، الذي يحمل عنوان "نظرية دعهم: توقف عن محاولة السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه!"، إلى ظاهرة عالمية وبائع أفضل، حيث تجاوز استخدام وسم #LetThemTheory مئات الآلاف من المرات على "تيك توك" وحده. وقد أشادت به وسائل إعلام عالمية كبرى، مثل CNN ونيويورك تايمز، ووصفته بأنه منهج قادر على "تغيير الحياة".

يكمن سر هذا النجاح في بساطة المنهج وقوته التحررية. فإذا شعرت بالإقصاء من قبل أصدقائك، أو رفض شريكك الالتزام، فإن النظرية تدعوك إلى التوقف عن ملاحقة القبول أو الاعتراف أو الإدماج من الآخرين. بعبارة أخرى، توقف عن إهدار طاقتك العقلية والجسدية في محاولة جعل الآخرين يتصرفون وفقاً لتوقعاتك.

تحرير الطاقة العقلية واكتساب الوضوح

تعتمد نظرية "دعهم" على فكرة جذرية: الكف عن الرغبة في التحكم فيما لا يخضع لسيطرتنا، لا سيما أفعال الآخرين. تشرح روبينز أن محاولة فرض إرادتنا على تصرفات الأصدقاء، الزملاء، أو حتى الغرباء، هو استنزاف هائل للطاقة. بدلاً من تفسير تصرفاتهم أو الشعور بالأذى، تنصح روبينز بالمراقبة.

وتقول بوضوح: "إذا سمحت لهم بالتصرف بحرية، فسوف يكشفون لك عن حقيقتهم. وحينها، يمكنك أن تقرر ما الذي ترغب حقاً في التسامح معه في حياتك وما الذي لا ترغب به". من خلال السماح للجميع بالتصرف دون محاولة التأثير أو التعديل، نكتسب وضوحاً أكبر حول من يجب أن يكون جزءاً من دائرتنا المقربة.

الركيزة الثانية: "دعني أكون"

تؤكد ميل روبينز أن هذه النظرية ليست ذريعة للتقاعس. لكي تنجح "نظرية دعهم"، يجب تطبيق ركيزتها الثانية: "دعني أكون" (Let Me). فإذا كنا لا نملك السيطرة على الآخرين، فإننا نملك السيطرة الكاملة على أنفسنا.

التوقف عن مقاومة عدم الرضا الذاتي يحرر الشخص من القلق، ويحول التركيز من الآخرين إلى الذات، مما يمكنه من مواجهة مخاوفه الحقيقية. تتساءل الكاتبة حول السلوكيات الغيورة أو المتملكة: هل هي مشروعة، أم أنها تنبع من نقص في الثقة بالنفس؟ الإجابة هي "دعني أكون": الهوس لا يحل شيئاً. إذا قام سائق بقطع الطريق عليك، فأنت لست مسؤولاً عن سلوكه، لكنك تختار سلوكك الخاص: أن لا تصرخ أو تغضب. النظرية لا تعمل إلا إذا طبقنا مبدأ "دعني أكون" على أنفسنا.

انتشار فيروسي وانتقادات

انتشرت مقاطع الفيديو التي تشجع على "نظرية دعهم" على نطاق واسع، حيث يرى فيها المستخدمون وسيلة للتحرر العاطفي. ومع ذلك، لم تسلم النظرية من الانتقادات. يرى البعض أنها مجرد إعادة تسمية لمفاهيم قديمة مثل الرواقية (Stoicism) أو البوذية، بينما اتهم آخرون روبينز بعدم الإشارة إلى الشاعرة كاسي ب. فيليبس، التي انتشرت قصيدتها "دعهم" عام 2022. تنفي روبينز هذه الاتهامات، مؤكدة أن لديها مراجع متعددة، بما في ذلك مارتن لوثر كينغ الابن والفلسفة البوذية.

تحذير: لا تدعو "نظرية دعهم" إلى التقاعس في مواجهة السلوكيات الخطيرة أو الإساءات. في مثل هذه الحالات، تذكر المؤلفة، يجب التدخل أو الابتعاد. ما تقترحه روبينز هو التوقف عن التشبث بسلوكيات الآخرين والتعمق في ترسيخ الذات.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.