في مايو 2024، هزّ مقطع فيديو قصير الرأي العام العالمي، كاشفاً عن السلوك المسيء والعنيف لشخصية عالمية شهيرة. هذا الفيديو، الذي نشرته شبكة CNN الأمريكية، يظهر مغني الراب والمنتج شون كومز، المعروف باسم P. Diddy، وهو يعتدي بوحشية على شريكته آنذاك، المغنية كاسي (كاساندرا فنتورا).

تعود اللقطات الصادمة إلى 5 مارس 2016. في ذلك الوقت، كان بي ديدي وكاسي يشكلان أحد أبرز الثنائيات في الساحة الموسيقية الأمريكية، حيث استمرت علاقتهما لمدة أحد عشر عاماً. عندما التقيا، كانت كاسي تبلغ من العمر 19 عاماً وبدأت للتو مسيرتها الموسيقية، بينما كان كومز (37 عاماً) فناناً ومنتجاً مؤثراً للغاية. وبالتوازي مع علاقتهما العاطفية، وقعت كاسي الشابة في علامته التجارية، مما وضعها تحت سيطرته المهنية والشخصية.

اتهامات بالاعتداء الجنسي والتحكم القسري

في 16 نوفمبر 2023، أي بعد خمس سنوات من انفصالهما، رفعت كاسي دعوى قضائية ضد شريكها السابق بتهم الاغتصاب والعنف الجسدي والانتهاكات. وكشفت الدعوى عن نظام من السيطرة الكاملة على حياتها الشخصية والمهنية والمالية، بالإضافة إلى انتهاكات جنسية متعددة. وزعمت كاسي أنه تم تخديرها وضربها وإجبارها مراراً وتكراراً على ممارسة الجنس مع رجال مستأجرين بينما كان شون كومز يصور المشهد.

في اليوم التالي لرفع الدعوى، تم توقيع تسوية ودية بين الطرفين. لكن بث الفيديو بعد ستة أشهر من هذه التسوية لم يؤكد شهادة كاساندرا فنتورا فحسب، بل ساهم أيضاً في تشجيع ضحايا آخرين على التحدث علناً.

تزايد قائمة الضحايا وبدء المحاكمة

في الأسابيع التي تلت نشر الفيديو، استمرت قائمة الضحايا المزعومين لـ P. Diddy في التزايد. بينما فضلت بعض الضحايا عدم الكشف عن هويتهن، أدلت أخريات بشهاداتهن علناً. ومنذ ذلك الحين، رفعت أكثر من مائة ضحية دعاوى قضائية ضد مغني الراب بتهم العنف الجنسي والاعتداءات الأخرى.

المحاكمة الجنائية ضد شون كومز، التي بدأت في نيويورك يوم الاثنين 5 مايو، من المتوقع أن تستمر لمدة شهر على الأقل، وهي تمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ صناعة الموسيقى الأمريكية.