ليتيسيا كاستا: "لا أخاف من مرور الزمن، بل من أن أمضي دون أن أعيش حياتي". النجمة الفرنسية تتحدث عن الإخراج وصناعة الموضة.

ليتيسيا كاستا: "لا أخاف من مرور الزمن، بل من أن أمضي دون أن أعيش حياتي". النجمة الفرنسية تتحدث عن الإخراج وصناعة الموضة.

في كلمات قليلة

في مقابلة صريحة، كشفت النجمة الفرنسية ليتيسيا كاستا عن مشاريعها الجديدة، بما في ذلك دخولها عالم الإخراج السينمائي، وعبرت عن قلقها الفلسفي من إضاعة الحياة. كما وجهت انتقادات لاذعة لمعايير النحافة في صناعة الموضة العالمية.


تواصل النجمة الفرنسية ليتيسيا كاستا، سفيرة علامة "كالسيدونيا" (Calzedonia)، إبهار جمهورها بتنوع مشاريعها وطاقتها المتجددة. في مقابلة أخيرة، تحدثت كاستا بعمق عن الحب، السينما، والأنوثة، مؤكدة أنها تعيش حالياً "مرحلة تجديد شاملة".

تستعد كاستا لتصوير فيلم كوميدي جديد بعنوان "بازار" للمخرج ريمي بيزانسون، حيث تلعب دور أستاذة سينما "غريبة الأطوار" في جامعة السوربون، متخصصة في أعمال هيتشكوك. كما أنها تستعد لدور في مسلسل تلعب فيه شخصية مقاومة فرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. لكن التحدي الأكبر يكمن في انتقالها إلى ما وراء الكاميرا، حيث تستعد لإخراج أول فيلم روائي طويل لها، وهو دراما اجتماعية تشارك في كتابة سيناريوهها مع فانيسا فيلهو وروبن كامبيلو.

فلسفة الحياة والزمن

كشفت كاستا عن قلقها الأعمق، وهو قلق فلسفي لا يتعلق بتقدم العمر: «لا أشعر بالقلق من مرور الزمن، بل بالقلق من أن أمضي دون أن أعيش حياتي. أو ألا أنجح في تحقيق كل رغباتي، أعتقد أن حياة واحدة لن تكفي». وتؤكد أن الشك أصبح أقوى لديها اليوم في كل شيء، سواء في عملها أو حياتها كامرأة، معتبرة أن «عدم المعرفة» يمنعها من الانغماس في التطرف ويفتح لها آفاقاً للإبداع.

انتقاد حاد لصناعة الموضة

لطالما اشتهرت ليتيسيا كاستا بتقبلها لجسدها وأنوثتها، حتى أثناء الحمل. وفي المقابلة، وجهت انتقاداً لاذعاً لعودة النحافة المفرطة إلى منصات عروض الأزياء، واصفة هذا الاتجاه بأنه «صورة مرعبة للأنوثة». وذهبت إلى أبعد من ذلك، واصفة مفهوم «تقبّل الجسد» (Body Positivism) بأنه «نفاق ضخم».

وتوضح: «ما هذا النفاق الهائل الذي يدفعهم إلى وضع مواثيق حول ظروف العمل والرفاهية، ومطالبة العارضات بزيارة الطبيب، بينما لا توجد متابعة حقيقية؟ أرى أن بعض الملابس تناسب مقاسات طفلة بعمر 12 عاماً... حتى ابنتي لن تستطيع ارتداءها. ما الرسالة التي نوجهها للنساء؟»

وتعزو كاستا المشكلة إلى الرأسمالية والإنتاج السريع، داعية العارضات الشابات إلى أخذ الوقت الكافي للنمو وعدم محاولة "قولبة" أجسادهن لتناسب معايير المجلات اللامعة.

السينما والمساواة

تحدثت كاستا عن مسيرتها المهنية، مؤكدة أنها لم ترغب أبداً في الاختيار بين الموضة والسينما، وأنها وجدت الأمان والثقة في المسرح. وفيما يتعلق بالمساواة، أشارت إلى أن النساء في الموضة قد يتقاضين رواتب أعلى من الرجال، لكن في السينما، لا يزال التكافؤ في الأجور بعيد المنال.

كما سلطت الضوء على قضية مهمة يتم تجاهلها: حماية الفنانات المستقلات والعاملات في مجال العروض أثناء الحمل. «على عكس العاملات في الشركات، لا يتمتعن بأي حماية مالية، ولا شيء يسمح لهن بالعيش في فترة الحمل دون الشعور بالذنب أو إخفائها خوفاً من الطرد. ربما حان الوقت لمعالجة هذا الأمر وتغيير القانون».

وعن حياتها مع شريكها لوي غاريل، أكدت كاستا أن الشهرة لا تثقل كاهلها، بل ترى أن الضغط الإعلامي اليوم أقل عنفاً مما كان عليه في الماضي، مشيرة إلى مطاردات المصورين التي تعرض لها آلان ديلون وبريجيت باردو.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.