الجبهة الشعبية الجديدة تختار لوسي كاستيتس لترشيحها لرئاسة الوزراء.. وماكرون يرد بالرفض السريع

الجبهة الشعبية الجديدة تختار لوسي كاستيتس لترشيحها لرئاسة الوزراء.. وماكرون يرد بالرفض السريع

في كلمات قليلة

رشح ائتلاف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري في فرنسا لوسي كاستيتس لمنصب رئيس الوزراء. الرئيس ماكرون رفض الترشيح، مشككاً في قدرة اليسار على تشكيل أغلبية حاكمة. هذا التطور يزيد من تعقيد المشهد السياسي الفرنسي بعد الانتخابات.


باريس. بعد فترة من الترقب والجدل الداخلي، أعلن ائتلاف اليسار الفرنسي "الجبهة الشعبية الجديدة" (NFP) عن مرشحته لمنصب رئيس الوزراء، والتي ستقترح اسمها على الرئيس إيمانويل ماكرون. وقع الاختيار على المسؤولة الحكومية الرفيعة لوسي كاستيتس، وهي اقتصادية قادمة من عالم الجمعيات وملتزمة بالدفاع عن الخدمات العامة وتعزيزها. جاء الإعلان عن هذا الترشيح مساء الثلاثاء.

وقالت كاستيتس عبر حسابها على منصة X (تويتر سابقاً): "بكل إصرار ومسؤولية، أقبل عرض الجبهة الشعبية الجديدة. سأبذل قصارى جهدي وطاقتي وقناعتي". كما أكدت أن هدفها الرئيسي سيكون "إلغاء إصلاح نظام التقاعد"، وهو إجراء محوري في برنامج الائتلاف اليساري.

لكن رد فعل قصر الإليزيه كان سريعاً ومشككاً. فبعد ساعة واحدة فقط من إعلان الجبهة الشعبية الجديدة، بدا أن الرئيس ماكرون قد ألقى "دلو ماء بارد" على هذا "الدخان الأبيض" الهش خلال مقابلة تلفزيونية. قال ماكرون: "المسألة ليست اسماً، بل ما هي الأغلبية التي يمكن أن تتشكل في الجمعية الوطنية لتمكين الحكومة من تمرير الإصلاحات والميزانية". واعتبر أن الجبهة الشعبية الجديدة ليس لديها "أغلبية أياً كانت".

عبر قادة الائتلاف عن استيائهم وسرعان ما اتهموا الرئيس بعدم احترام نتائج صناديق الاقتراع. حذر أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، من أن "الإنكار هو أسوأ السياسات. هو الذي يؤدي إلى سياسة الأسوأ". وطالب قادة آخرون الرئيس بـ "احترام تصويت الفرنسيين"، معتبرين أنه يجب عليه "الخضوع أو التنحي"، في إشارة إلى الاستقالة.

بهذا، لم ينجح اليسار في رهانه على الضغط على رئيس الدولة بإعلان اسم لمرشح رئاسة الوزراء قبل دقائق من خطابه. ومع ذلك، كان المفاوضون من مختلف الأحزاب قد توصلوا أخيراً إلى اتفاق، رغم مرور ستة عشر يوماً على فوزهم المفاجئ في الانتخابات التشريعية المبكرة. من منظور لاحق، يأسف البعض لعدم قدرتهم على الاتفاق منذ اليوم التالي للجولة الثانية لمفاجأة إيمانويل ماكرون.

بعد أن تم النظر في فكرة تصويت نواب الجبهة الشعبية الجديدة للخروج من الأزمة، تم التوصل إلى اسم لوسي كاستيتس بقرار "التوافق". مساء الثلاثاء، أكد قادة الأحزاب الأربعة على خلفية كاستيتس كونها من "المجتمع المدني"، لرفض فكرة وجود قرب بينها وبين أي حزب في الائتلاف. لكن الاقتصادية كانت منخرطة بالفعل في السياسة، حيث كانت عضواً في الحزب الاشتراكي وترشحت على قائمة الاشتراكي نيكولا ماير روسينيول في انتخابات 2015 الإقليمية.

تعمل لوسي كاستيتس أيضاً عن كثب مع عمدة باريس آن هيدالغو، حيث اختارتها هيدالغو مستشارة اقتصادية قبل تعيينها مديرة لـ"مديرية المالية والمشتريات" في المدينة. هذا الارتباط يجعل طريقها إلى ماتينيون (مقر رئيس الوزراء) يبدو معقداً. ومع ذلك، فإن ترشيحها ينهي مسلسلاً طويلاً من التكهنات والتداول حول أسماء متعددة كانت مطروحة للمنصب.

وراء اختيار الشخصية، كان هناك نقاش حاسم داخل الائتلاف: هل الأغلبية البرلمانية الضيقة للجبهة الشعبية الجديدة يجب أن تتوسع أم لا للحكم؟ بعض الأصوات داخل الائتلاف أكدت دائماً أنهم لن يشاركوا في حكومة إلا لتطبيق "كل البرنامج، ولا شيء غير البرنامج"، مما يغلق الباب أمام أي تسوية. في المقابل، اعتبر العديد في الحزب الاشتراكي أنه من الضروري "الانفتاح" لتعزيز الأغلبية وتجنب "السقوط" السريع للحكومة. هذا السؤال سيُطرح على لوسي كاستيتس، لكن رفض ماكرون المبدئي لتعيينها في ماتينيون لا يرجح أن يترك لها الفرصة للإجابة عليه.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.