المجلس الوطني بموناكو يوافق على تقنين الإجهاض... ورئيس الأساقفة يصف القرار بـ"نقطة اللاعودة"

المجلس الوطني بموناكو يوافق على تقنين الإجهاض... ورئيس الأساقفة يصف القرار بـ"نقطة اللاعودة"

في كلمات قليلة

وافق المجلس الوطني في موناكو على مشروع قانون لتقنين الإجهاض. هذا القرار التاريخي قوبل بمعارضة قوية من رئيس أساقفة موناكو الذي اعتبره تجاوزاً خطيراً.


وافق البرلمان في إمارة موناكو على مشروع قانون يهدف إلى تقنين الإجهاض في موناكو، في خطوة تاريخية للإمارة التي تعتمد على الكاثوليكية كدين رسمي. اعتبر المدافعون عن القرار أنه يمثل تقدماً نحو "الحداثة" وتطوراً في مجال الصحة العامة، إلا أنه أثار معارضة قوية من الكنيسة الكاثوليكية.

تمت الموافقة على مشروع القانون من قبل المجلس الوطني في موناكو بأغلبية 18 صوتاً مقابل صوتين. يرى المؤيدون أن قانون الإجهاض في موناكو سيلغي الحاجة أمام النساء للبحث عن هذه الخدمة خارج حدود الإمارة، بعيداً عن نظامها الطبي الموثوق. وأعرب العديد من أطباء النساء والتوليد في موناكو عن تأييدهم للتشريع الجديد، مؤكدين استعدادهم لتقديم خيارات الإجهاض للمريضات اللواتي يخترن ذلك داخل الإمارة.

على الرغم من الدعم الذي لقيه مشروع القانون من بعض شرائح المجتمع والقطاع الطبي، قوبل القرار بإدانة شديدة من الكنيسة الكاثوليكية في موناكو، التي تمثل دين الدولة ولها تأثير كبير على الإطار القانوني للإمارة. وصف رئيس أساقفة موناكو، المطران دومينيك-ماري ديفيد، تمرير مشروع القانون بأنه "نقطة اللاعودة" و"تجاوز أنثروبولوجي كبير".

في رسالة رعوية موجهة إلى المؤمنين، عبر رئيس الأساقفة عن قلقه من أن تقنين الإجهاض سيؤدي إلى تغيير جوهري في مؤسسات الإمارة. وذكّر بأن المادة التاسعة من دستور موناكو تنص على أن مبادئ الدين الكاثوليكي هي "أساس المؤسسات العامة والقوانين". وأوضح المطران ديفيد أن إيمان الكاثوليكية هو الأساس الذي يقوم عليه التشريع في موناكو، على عكس الدول العلمانية التي تفصل الدين عن القانون.

كما شكك رئيس الأساقفة في طريقة طرح الموضوع للنقاش، مشيراً إلى أن الجدل ظهر "فجأة" في البرلمان نتيجة "حملة إعلامية"، ولم يكن موضوع تقنين الإجهاض ضمن البرنامج الانتخابي للحزب الحاكم. وانتقد أيضاً محدودية المشاركة في استشارة سابقة جرت حول هذه القضية.

لا تقتصر حجج رئيس الأساقفة على الجوانب السياسية، بل تمتد لتشمل الجوانب الأخلاقية والأنثروبولوجية. أكد أن الكنيسة تعتبر الإجهاض انتهاكاً "لكرامة الإنسان المطلقة" وتعارض الدفاع عن الحياة والأضعف. وأعرب المطران دومينيك-ماري ديفيد عن موقفه المتوافق مع موقف البابا فرنسيس في رفض "ثقافة الإقصاء"، مشيراً إلى "التناقض الصارخ" بين حماية الطبيعة وتشجيع "ثقافة الموت" ضد أفراد الجنس البشري الأكثر ضعفاً.

دعا رئيس الأساقفة سكان موناكو إلى "صحوة روحية"، مؤكداً أن الإمارة بدون الكاثوليكية تفقد جزءاً من "هويتها". من المهم الإشارة إلى أن النص الذي تمت الموافقة عليه لا يزال مشروع قانون ويحتاج إلى دراسة من قبل الحكومة والتصديق عليه من قبل الأمير. وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية عزمها مواصلة معارضة قانون الإجهاض. يتجاوز هذا النقاش في الإمارة مجرد الجدال الأخلاقي ليمس إعادة تعريف الهوية الوطنية.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.