
في كلمات قليلة
يفكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إجراء استفتاء حول قضايا اجتماعية خلافية. ومع ذلك، يحذر خبراء القانون الدستوري والمحللون السياسيون من المخاطر القانونية والسياسية الكبيرة لمثل هذه الخطوة بالنسبة للرئاسة الضعيفة.
لا يزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث عن إمكانية اللجوء إلى الاستفتاء، على الرغم من العقبات السياسية والدستورية. هذه الفكرة، التي وصفها بأنها استجابة لـ"الجمود" البرلماني و"سبيل للاستئناف بعد مرحلة برلمانية لم تكتمل"، تُطرح لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة بهذا المعنى.
لكن اختيار الموضوعين المقترحين للتصويت العام المحتمل - قضية إنهاء الحياة (القتل الرحيم) والوصول إلى الشبكات الاجتماعية للشباب - يثير تساؤلات لدى خبراء القانون الدستوري. يشير جان بيير كامبي، أستاذ القانون العام، إلى أن هذين الموضوعين، على ما يبدو، لا يندرجان ضمن النطاق الدستوري للاستفتاء بموجب المادة 11 من الدستور. هذه المادة تتعلق بتنظيم السلطات العامة، والإصلاحات الاقتصادية، الاجتماعية، البيئية، أو التصديق على المعاهدات.
إدخال قضايا مجتمعية، مثل الجانب الأخلاقي لإنهاء الحياة أو تنظيم حرية الاتصال (في حالة الشبكات الاجتماعية)، عبر استفتاء بموجب المادة 11 يخلق خطراً قانونياً. فالمجلس الدستوري الفرنسي، الذي وسّع نطاق رقابته على إجراءات التحضير للاستفتاءات، يمكن أن يعيق هذه المبادرة إذا تجاوزت إطار الدستور أو حاولت التحايل على إجراءات مراجعة الدستور بموجب المادة 89.
بالإضافة إلى المخاطر القانونية، هناك فخ سياسي خطير. التصويت الشعبي ليس فقط رداً على السؤال المطروح، بل هو أيضاً تقييم لأداء الرئيس نفسه. كما أظهرت تجربة الجنرال ديغول، الفشل في الاستفتاء (عام 1969) يمكن أن يؤدي إلى استقالة فورية لرئيس الدولة. منذ ذلك الحين، تجنب الرؤساء الفرنسيون ربط مستقبلهم السياسي بشكل مباشر بنتيجة الاستفتاءات.
يواجه إيمانويل ماكرون، الذي ضعف موقفه بسبب "الشكوك" الانتخابية في عام 2022 وحل البرلمان في يونيو 2024، خطراً كبيراً في حال إجراء استفتاء. رفض المجلس الدستوري أو تصويت الشعب بـ"لا"، وهو الشعب الذي لا يزال يتذكر كيف تم تجاهل "لا" واضحة له في استفتاء الدستور الأوروبي عام 2005 بمعاهدة لشبونة بعد عامين، سيزيد من تفاقم الأزمة السياسية الحالية في فرنسا.
لذلك، على الرغم من الحديث عن الاستفتاء كأداة محتملة لتجاوز الخلافات، فإنه يبقى "أفقاً مراوغاً" و"ألغازاً سياسية" – موضوعاً يتم ذكره باستمرار، ولكن تنفيذه يتم تأجيله بسبب الرهانات العالية والمخاطر التي يواجهها الرئيس ذو السلطة الضعيفة.