استفتاءات صنعت التاريخ في الجمهورية الفرنسية الخامسة

استفتاءات صنعت التاريخ في الجمهورية الفرنسية الخامسة

في كلمات قليلة

يستعرض المقال أبرز الاستفتاءات التي جرت في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة وتأثيرها على المشهد السياسي. ويتناول الحديث عن إمكانية استخدام الرئيس ماكرون للاستفتاءات في المرحلة المقبلة.


بينما يدرس الرئيس إيمانويل ماكرون إمكانية استطلاع رأي الفرنسيين بشأن عدد من القضايا عبر الاستفتاء، من المهم أن نتذكر الاستفتاءات البارزة التي تركت بصمة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة.

في مايو 2005، قال الفرنسيون "لا" لمشروع الدستور الأوروبي. لم يكونوا يعلمون أنهم بذلك يوقفون تقليداً عريقاً في الجمهورية الخامسة. مع ذلك، وُلدت الجمهورية الخامسة نفسها بفضل استفتاء.

في سبتمبر 1958، بينما كانت الجمهورية الرابعة تمر بأزمة كبيرة، دعا الجنرال ديغول الفرنسيين لاختيار دستور جديد. صوت 82% بـ "نعم"، وبذلك وُلدت الجمهورية الخامسة، وكان عام 1958 شاهداً على أول استفتاء لها.

بعد أربع سنوات، يعود الجنرال ليستخدم الاستفتاء مرة أخرى ليمرر انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع العام المباشر. لكن النتيجة كانت أقل مما كان متوقعاً: 62% فقط صوتوا بـ "نعم"، وأدت هذه النتيجة إلى أزمة سياسية انتهت بسحب الثقة من حكومته.

ضعيفاً بسبب أحداث مايو 1968، حاول ديغول "لعبة قمار" في عام 1969. أصبح الاستفتاء على مجلس الشيوخ والمناطق بمثابة إنذار نهائي. صوت 52% بـ "لا"، وبذلك فقد الجنرال الثقة واستقال من منصبه.

تُظهر تاريخ الاستفتاءات الفرنسية كيف يمكن لهذه الأداة التي تعبر عن إرادة الشعب المباشرة أن تؤثر بشكل جذري على الحياة السياسية للبلاد، بدءًا من إنشاء الجمهورية وصولاً إلى استقالة رئيس.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.