
في كلمات قليلة
أصدرت السلطات الفرنسية تعليمات جديدة تلزم الشرطة بمطاردة أي سائق يرفض التوقف عند الطلب. هذا التغيير يهدف لمواجهة تزايد حوادث عدم الامتثال لأوامر الشرطة.
تستعد السلطات الفرنسية لتغيير جذري في قواعد التعامل مع السائقين الذين يرفضون الامتثال لأوامر التوقف من قبل الشرطة. بموجب تعليمات جديدة، سيتم الآن مطاردة هؤلاء السائقين بشكل منهجي، بدلاً من اقتصار المطاردات في السابق على "الحالات الخطيرة جداً" مثل ملاحقة مرتكبي الجرائم العنيفة.
أعلن وزير الداخلية الفرنسي عن هذه الخطوة خلال مقابلة تلفزيونية، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال التعليمات الجديدة إلى جميع قوات إنفاذ القانون خلال 48 ساعة. وأوضح أن هذه التعليمات ستمكن القوات من مطاردة الأشخاص الذين "يعرضون حياة العديد من الفرنسيين للخطر".
وتؤكد التعليمات الجديدة، التي يتم إرسالها إلى جميع المحافظين في فرنسا، "المبدأ العام لملاحقة المركبات الهاربة التي لم تمتثل لأوامر التوقف". كما تذكر الوثيقة بـ"قواعد الاشتباك والسلامة والتقدير التي يجب مراعاتها بدقة"، وتذكر أيضاً بـ"شروط استخدام السلاح الرسمي في هذه الحالات".
تهدف هذه التعليمات إلى "مواءمة التعامل العملياتي مع هذه المخالفات في جميع أنحاء البلاد"، وفقاً للوزير، الذي أشار إلى ارتفاع عدد حوادث رفض الامتثال في عام 2024. ويتبين أن غالبية هذه الحوادث تورط فيها رجال، غالباً ما يفتقرون إلى رخص القيادة أو التأمين، أو يقودون تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
في السابق، كانت المطاردات مسموح بها بشكل أساسي في باريس فقط بموجب مذكرة صدرت عام 2020، والتي كانت تنص على إمكانية بدء مطاردة للمركبات الرافضة للامتثال، ولكن دائماً مع "التقدير اللازم". في بقية أنحاء البلاد، كانت القاعدة المعمول بها منذ عام 1999 (وتم تجديدها في 2020) هي قصر المطاردات المنهجية على "الحالات الخطيرة جداً" التي تنطوي على فرار أو هروب فرد خطير أو ملاحقة مرتكب جريمة دموية.
كانت المذكرة السابقة تؤكد أن "أي وضع لا يمكن أن يبرر إصابة أو وفاة طرف ثالث أو شرطي، بسبب إجراءات مفرطة المخاطر من قبل المشاركين". وكان مركز المعلومات والقيادة يقوم بتقييم كل مطاردة عن بعد ليقرر ما إذا كانت الظروف تسمح بالملاحقة دون خطر مبالغ فيه على الضباط أو الهارب.
على الرغم من أن التعليمات الجديدة تجعل بدء المطاردة أسهل للضباط، إلا أنها تتضمن عدداً من الضمانات. تشمل هذه الضمانات: التشغيل الإلزامي للكاميرات الجسدية أو أي وسيلة فيديو أخرى، التفعيل المنهجي لأنظمة تحديد المواقع للمركبات الشرطة، تقديم تقرير فوري ودقيق ومنتظم لغرفة القيادة، واستخدام السلاح الرسمي "حصراً في الإطار المحدد للدفاع عن النفس".
هذه الضمانات لم تمنع ظهور ردود فعل متباينة. فقد انتقد بعض النواب القرار، واصفين إياه بأنه "إجراء إجرامي" و"خطير بشكل خاص على المشاة وراكبي الدراجات"، وحملوا الوزير مسؤولية شخصية عن أي زيادة محتملة في عدد الوفيات. في المقابل، رحبت نقابات الشرطة بقرار وزير الداخلية.