
في كلمات قليلة
تعهد الوزير الفرنسي فرانسوا بايرو بإلغاء "القانون الأسود" الصادر عام 1685، وهو مرسوم كان ينظم العبودية في المستعمرات الفرنسية ولا يزال سارياً من الناحية الشكلية. وصف القانون العبيد بأنهم "أشياء منقولة" واحتوى على أحكام قاسية للغاية.
تعهد وزير الأقاليم ما وراء البحار الفرنسي، فرانسوا بايرو، بإلغاء ما يعرف بـ"القانون الأسود" (Code noir)، وهو مرسوم ملكي صدر عام 1685 لتنظيم العبودية في المستعمرات الفرنسية، وذلك خلال جلسة للجمعية الوطنية.
جاء هذا التعهد استجابة لطلب من النائب لوران بانيفوس، رئيس كتلة "ليوت" البرلمانية، الذي وصف "القانون الأسود" بأنه "عار" أصدره لويس الرابع عشر. وأوضح بانيفوس أنه على الرغم من إلغاء العبودية في المستعمرات الفرنسية عام 1848، فإن "القانون الأسود" نفسه لم يتم إلغاؤه رسمياً بأي نص قانوني لاحق.
من جانبه، اعترف فرانسوا بايرو بأنه لم يكن على علم بهذا "الواقع القانوني" وتعهد بالعمل على إلغاء هذا القانون.
"القانون الأسود"، الذي يعرف أيضاً بـ"مرسوم الملك الذي يعمل كلائحة لحكومة وإدارة العدل والشرطة في جزر فرنسا بأمريكا، ولتنظيم تجارة الزنوج والعبيد وانضباطهم"، حدد الوضع القانوني والاجتماعي والديني والاقتصادي للعبيد في المستعمرات. كانت هناك نسختان من القانون: الأولى صدرت عام 1685، والثانية عام 1724 في عهد لويس الخامس عشر.
نص القانون على أن العبيد هم "أشياء منقولة" يمكن شراؤها أو بيعها. ووفقاً للقانون، فإن الأطفال المولودين من زيجات بين العبيد يصبحون تلقائياً عبيداً وينتمون إلى سيد الأم. نظم القانون بشكل صارم العقوبات على المخالفات: ضرب السيد أو السيدة بعنف كان يعاقب عليه بالإعدام. السرقة أو الهروب كان يعاقب عليه بالجلد، الكي بزهرة الزنبق، وقد يصل إلى قطع الأذنين أو الأطراف أو الإعدام في حالة تكرار الجرائم.
حرم القانون العبيد من معظم حقوقهم: لم يُسمح لهم بتولي مناصب عامة، أو إدارة أعمال نيابة عن غير سيدهم، أو أن يكونوا محكمين أو خبراء أو شهوداً في المحاكم. كما ألغى حقهم في الملكية، معلناً أن "العبيد لا يمكن أن يمتلكوا شيئاً لا يعود لسادتهم".
من ناحية أخرى، حدد القانون أيضاً واجبات السادة تجاه عبيدهم، مثل توفير كميات محددة من الطعام (طحين المنيهوت أو الكسافا، اللحم أو السمك) والملابس (ثوبان سنوياً). قتل العبد من قبل سيده كان يعتبر جريمة جنائية. ومُنع السادة من تعذيب العبيد أو تشويههم، ويسمح فقط بالجلد أو التقييد بالسلاسل.
كما فرض "القانون الأسود" اعتناق الكاثوليكية على العبيد. المادة 2 نصت على أن "جميع العبيد الموجودين في جزرنا يجب أن يُعمدوا ويتلقوا التعليم في الديانة الكاثوليكية والرسولية والرومانية". أي ممارسة علنية لديانة أخرى كانت محظورة ومعاقب عليها.
على الرغم من إلغاء القانون مؤقتاً خلال الثورة الفرنسية وإعادته تحت حكم نابليون عام 1802، إلا أنه فقد فعاليته الفعلية فقط بعد الإلغاء النهائي للعبودية عام 1848. ومع ذلك، ظل وجوده الرسمي في النظام القانوني يمثل رمزاً للظلم والمعاملة اللاإنسانية.
رحب النواب الذين دعموا المبادرة بتعهد فرانسوا بايرو، واصفين إياه بأنه "عمل تاريخي" ورمز للاعتراف والكرامة لأحفاد من عانوا من العبودية. وأكدوا أن هذا العمل لن يمحو التاريخ، بل سيكرم كرامة هؤلاء الرجال والنساء الذين وقعوا في الأسر.