
في كلمات قليلة
خسر حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» 45 نائباً منذ عام 2017، مما أدى إلى فقدانه الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية. هذا يشكل سابقة في الجمهورية الخامسة ويتطلب الاعتماد على تحالفات لتمرير القوانين.
فقد حزب «الجمهورية إلى الأمام» (La République En Marche, LREM) التابع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أغلبيته المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية، بعد خسارته 45 نائباً منذ فوزه الساحق في انتخابات عام 2017. ويُعد هذا التطور سابقة غير مسبوقة لحزب حاكم في ظل الجمهورية الخامسة.
في بداية ولايته عام 2017، كان لدى كتلة LREM في البرلمان 314 نائباً من أصل 577، وهو ما كان يضمن لها أغلبية مريحة. إلا أن عدد النواب تراجع خلال ثلاث سنوات ليصبح 270 نائباً حالياً، أي بخسارة نحو 14% من قوامها الأصلي.
هذا الفقدان للأغلبية يجبر حزب ماكرون على الاعتماد على حلفائه، مثل مجموعة «العمل معاً» (Agir ensemble)، لضمان تمرير مشاريع القوانين. ويُعتبر هذا النزيف في صفوف الكتلة الحاكمة ظاهرة غير مسبوقة بالنسبة لحزب يتمتع بالأغلبية في ظل النظام السياسي الحالي بفرنسا.
غادر النواب حزب LREM لأسباب متنوعة، معظمها يعود إلى استقالات طوعية نتيجة خلافات في التوجهات السياسية. انتقد العديدون نقص الديمقراطية الداخلية في الحركة، أو عبروا عن أسفهم لضعف الطموحات البيئية والاجتماعية للحزب، أو استنكروا اللجوء إلى المادة 49-3 من الدستور لتسريع تمرير القوانين، مثل قانون إصلاح نظام التقاعد.
تم استبعاد عدد قليل من النواب من الكتلة، بعضهم بسبب تصويته ضد خط الحزب في قوانين رئيسية. كما أدت مغادرة النواب من LREM إلى تأسيس مجموعات سياسية جديدة في الجمعية الوطنية، ليصل عددها إلى رقم قياسي في عهد الجمهورية الخامسة.
من الحالات الحديثة التي ساهمت في انخفاض عدد النواب، استقالة النائب مصطفى لّعبيد، الذي اتهم بسوء استخدام أموال جمعيته الخاصة. حالته كانت إحدى الأسباب المتعددة التي أدت إلى تقلص الكتلة البرلمانية.
تراجع عدد النواب الموالين لماكرون يثير مخاوف بشأن الاستقرار السياسي ويضع تحديات كبيرة أمام الحزب في ظل الأجندة التشريعية المزدحمة. رداً على ذلك، يعمل حزب «الجمهورية إلى الأمام» وحلفاؤه على تنسيق جهودهم بشكل وثيق للحفاظ على قدرة الحكومة على العمل في البرلمان.