جدل في فرنسا حول مشروع قانون "المساعدة على الموت": معارضة تصفه بـ "غير المتوازن" وأنصار يدعون إلى "حرية الاختيار"

جدل في فرنسا حول مشروع قانون "المساعدة على الموت": معارضة تصفه بـ "غير المتوازن" وأنصار يدعون إلى "حرية الاختيار"

في كلمات قليلة

فرنسا تشهد جدلاً حول مشروع قانون المساعدة على الموت. الوزير برونو ريتيلو ينتقد النص بشدة، بينما يدافع عنه المؤيدون مثل لين رينو وغابرييل أتال بوصفه حقاً في "حرية الاختيار" للمرضى المعانين.


يشهد البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) نقاشًا حادًا ومثيرًا للجدل حول مشروع قانون يهدف إلى تنظيم ما يعرف بـ "المساعدة على الموت" (l'aide à mourir). هذا المشروع يثير انقسامًا عميقًا بين السياسيين والشخصيات العامة في البلاد.

من جهة، يرى وزير الداخلية، برونو ريتيلو، أن نص المشروع، المقرر مناقشته قريبًا في الجمعية الوطنية، "غير متوازن إطلاقًا" ويمثل "قطيعة أنثروبولوجية". ويضيف ريتيلو، وهو من حزب "الجمهوريون" اليميني، في تصريحات صحفية، أنه إذا تم التصويت على النص "بشكله الحالي، سيصبح طلب الموت أسهل من الحصول على الرعاية". ويصف الوزير المشروع بأنه "نص استسلام وتخلٍ" و"يزيل جميع الضوابط".

في المقابل، يدافع عن المشروع شخصيات معروفة مثل المغنية لين رينو ورئيس كتلة حزب الرئيس في الجمعية الوطنية، غابرييل أتال. يؤكدان في مقال مشترك: "إذا كان لا أحد يرغب في الموت، فإن البعض، على العكس، قد يرغبون في التوقف عن المعاناة". ويريان أن "معارضة أي تطور في القانون بدوافع محافظة يعني تقديم العقائدية على معاناة المرضى. إنه عدم أداء الواجب في الاستماع والإنسانية لفرض الأخلاق الخاصة". وتدعو لين رينو وغابرييل أتال إلى التحرك من أجل منح المرضى "حرية الاختيار".

كان نواب لجنة الشؤون الاجتماعية في الجمعية الوطنية قد وافقوا في نهاية أبريل الماضي على مشروع القانون. ويسمح النص للمرضى الذين يعانون من "مرض خطير وغير قابل للشفاء" "يهدد حياتهم، في مرحلة متقدمة أو نهائية" ولا يحتملون معاناتهم، بتلقي أو تناول مادة تؤدي إلى الوفاة.

ويشدد برونو ريتيلو على أنه "سيقاتل" ضد هذا المشروع، مؤكدًا أن المجتمع الفرنسي بحاجة إلى "رعاية تلطيفية (palliative care) جيدة، وليس إلى تشريع للقتل الرحيم (euthanasia)".

من جانبها، قالت وزيرة الصحة، كاثرين فوترين، الشهر الماضي، إن فتح باب المساعدة على الموت "ضروري لأولئك الذين لا يمكن تخفيف معاناتهم..."، مؤكدة أن ذلك لا يشكل "قطيعة أنثروبولوجية" بسبب الشروط المتعددة التي يحددها المشروع.

كما أصدرت الهيئة العليا للصحة في فرنسا (Haute Autorité de Santé) رأيًا اعتبرت فيه أنه "مستحيل"، بسبب عدم وجود إجماع طبي، تحديد من يمكنه الاستفادة من المساعدة على الموت بالاعتماد على توقع متوسط العمر "على المدى المتوسط" أو "المرحلة النهائية" للمرض. ومع ذلك، تقترح الهيئة الأخذ في الاعتبار "جودة ما تبقى من حياة" الشخص.

وقد تم تقسيم مشروع القانون المتعلق بنهاية الحياة إلى اقتراحين قانونيين: أحدهما حول المساعدة على الموت، والآخر، الذي يحظى بتوافق أكبر، حول الرعاية التلطيفية والداعمة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.