منهج ترامب: استراتيجي براغماتي أم مجنون في نظر المعلقين؟

منهج ترامب: استراتيجي براغماتي أم مجنون في نظر المعلقين؟

في كلمات قليلة

نظرة على دونالد ترامب ليس كمجنون بل كسياسي عملي ذي تكتيك تفاوضي خاص. تحليل لكيفية تطبيق هذا المنهج ولماذا قد يخطئ النقاد.


على عكس الرأي الشائع للعديد من المعلقين، دونالد ترامب ليس فاقداً لعقله على الإطلاق. إنه بالأحرى قائد عملي (براغماتي) يعمل وفقاً لمنهجه الخاص. يكمن جوهر هذا المنهج، سواء في المفاوضات الدبلوماسية أو التجارية، في البداية بطلب الكثير جداً، ثم استخدام هذا الموقف كنقطة انطلاق للمساومة لاحقاً. تجربة التعامل مع الصين خير دليل على هذا التكتيك.

كم قيل من أمور سلبية عن دونالد ترامب منذ لحظة عودته إلى منصب رئيس الولايات المتحدة. في تصور العديد من المعلقين "الصائبين" أو "التقليديين"، ترامب هو في آن واحد فاشي، ومجنون، وشخص غير كفء تماماً.

رغم فوزه المقنع في الانتخابات، يصفونه بأنه تهديد للديمقراطية! نواياه في فرض إرادته وكوادره على "الدولة العميقة" تُقدّم على أنها قمة الغطرسة! الرغبة في إنهاء الصراع العسكري (الحرب) بسرعة تُعلن جنوناً خالصاً! محاولات تحقيق إعادة التصنيع في الولايات المتحدة عبر سياسة التعريفات الجمركية تُوسم بعدم الكفاءة الصارخة! باختصار، تُصوّر صورة ترامب على أنها كارثة عالمية ستؤدي حتماً إلى تفكك العالم الغربي وتثير أزمة اقتصادية هي الأشد منذ عام 1929.

لكن في الأيام الأخيرة، هدأت حدة العواطف بين المعلقين بشكل ملحوظ. توقفوا عن الصراخ "الذئاب". التوقف المعلن في 11 مايو 2025 للمفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة طمأن الأسواق بشكل ملحوظ. اليوم، مؤشرات الأسهم أعلى مما كانت عليه قبل هذه اللحظة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.