
في كلمات قليلة
المفوضة السامية لشؤون الطفولة في فرنسا، سارة الهايري، تشعر بالقلق إزاء اتجاه "ممنوع الأطفال" المتزايد في الأماكن العامة. ترى أن هذا التوجه يهمل رفاهية الأطفال وإدماجهم في المجتمع من أجل راحة الكبار.
أعربت المفوضة السامية لشؤون الطفولة في فرنسا، سارة الهايري، عن قلقها الشديد إزاء تزايد ظاهرة استبعاد الأطفال أو عدم الترحيب بهم في بعض الأماكن العامة. وترى الهايري أن مكافحة التعرض المفرط للأطفال للشاشات الرقمية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإعادة التفكير في المكانة الممنوحة للأطفال داخل المجتمع.
خلال عرض تقرير بعنوان "كيف تسير حياة الأطفال في العصر الرقمي؟" في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في باريس، صرحت الهايري قائلة: "مسألة الرقمنة والتعرض المفرط ليست مجرد تحدٍ تقني، بل هي قضية أعمق تطرح نفسها: ما هو مكان الأطفال في مجتمعنا؟ ما هي المكانة التي نمنحهم إياها؟ كيف نتعامل معهم ونشركهم؟"
وأضافت: "أشعر بالخوف الشديد، وأزن كلماتي جيدًا، من تطور حركات وأماكن تُعرف بـ 'ممنوع الأطفال' (no kids)، حيث لم يعد الأطفال موضع ترحيب، وحيث يتم تهميشهم أو حتى منعهم". ووفقًا لها، فإن هذه الظاهرة "تفضل راحة الكبار على حساب إدماج ورفاهية الصغار".
واستشهدت الهايري، وهي وزيرة سابقة مكلفة بشؤون الطفولة، بمواقف "عشناها جميعًا": في مترو باريس، أو القطارات، أو الطائرات، أو حتى في الحدائق، حيث يشعر الكبار "بالضيق الشديد" من حركة الطفل، أو وجوده، أو مجرد صوته. وفي مواجهة هذا "الضغط الاجتماعي"، تجد بعض الأسر نفسها مضطرة، "مع علمها بأنها ليست الأداة الأفضل، إلى إعطاء الطفل رسومًا متحركة... جهاز لوحي".
وأكدت المفوضة السامية أن "حماية الأطفال من الشاشات والخوارزميات تعني أيضًا توفير مجتمع لهم مساحة خاصة بهم، وبالتالي، بناء مجتمع يأخذ في الاعتبار احتياجات الأطفال، بما في ذلك في الأماكن العامة".