
في كلمات قليلة
يجادل الكاتب الفرنسي رفائيل دوان في كتابه الجديد بأن فرنسا لا ترقى إلى مستوى الديمقراطية بالمعنى اليوناني الكلاسيكي أو حتى تعريف القرن الثامن عشر. يرى أن الديمقراطية الحقيقية تعني حكم الشعب المباشر، بينما فرنسا تتبع نظاماً تمثيلياً يصفه بأنه "أرستقراطية انتخابية".
في كتابه الجديد الذي يحمل عنواناً مستفزاً "جعل فرنسا ديمقراطية"، يثير الكاتب الفرنسي رفائيل دوان نقاشاً حاداً حول طبيعة النظام السياسي في بلاده. يزعم دوان أن فرنسا، بالمعنى الاشتقاقي والكلاسيكي للمصطلح، ليست ديمقراطية.
بالنسبة لليونانيين، الذين ابتكروا كلمة "ديمقراطية"، كانت تعني حرفياً "سلطة الشعب". والأهم من ذلك، أنها كانت تعني حكماً مباشراً من الشعب نفسه، بمعنى ملموس وفعلي. هذا التعريف كان لا يزال سائداً حتى القرن الثامن عشر، حيث كان يقال إن الديمقراطية تتحقق عندما "يمتلك الشعب مجتمعاً السلطة السيادية" و"الشعب وحده يصنع القوانين".
يشير رفائيل دوان إلى أن النظام التمثيلي، حيث ينتخب المواطنون عدداً قليلاً من الأفراد لسن القوانين نيابة عنهم، لا يندرج ضمن هذا المعنى الأصلي. وفقاً للتصنيفات الكلاسيكية، فإن هذا النظام أقرب إلى شكل من أشكال "الأرستقراطية الانتخابية" - حكم النخبة الصغيرة. يوضح دوان أن هذا قد لا يكون بالضرورة أمراً سيئاً، لكنه يختلف جوهرياً عن الديمقراطية بمفهومها الأصلي.
في دراسته، يستعرض دوان نماذج الديمقراطية المباشرة، من أثينا في عهد بريكليس إلى سويسرا المعاصرة، محللاً نجاحاتها وإخفاقاتها، بهدف استخلاص الدروس لفرنسا اليوم.