تحت إدارة ترامب: الـ FBI يواجه "حملة شعواء" واختبارات ولاء لكبار مسؤوليه

تحت إدارة ترامب: الـ FBI يواجه "حملة شعواء" واختبارات ولاء لكبار مسؤوليه

في كلمات قليلة

في ظل إدارة ترامب الجديدة، يواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل حملة تطهير داخلية. يتم استخدام اختبارات كشف الكذب لضمان الولاء الشخصي للقيادة، بينما تحدث موجة من الإقالات الجماعية غير المبررة، مما يخلق مناخًا من الخوف ويقوض استقلالية المؤسسات الأمنية والعدلية في الولايات المتحدة.


تسود أجواء من التوتر والريبة داخل أروقة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). أصبحت المحادثات حذرة، والصمت ثقيلاً، وحالات الاستقالة متزايدة. لم يعد الولاء يُقاس بصرامة الأداء المهني فحسب، بل بأدوات تقنية متطورة، أبرزها جهاز كشف الكذب (البوليغراف) الذي تحول إلى أداة لفرز الموالين.

كان استخدام البوليغراف يقتصر في الأصل على الفحوصات الأمنية والتحقيقات الحساسة، لكنه يُستخدم الآن لسبر الأفكار، وتعقب الشكوك، وتحديد الموظفين الذين يُعتبر ولاؤهم غير كافٍ. الرسالة واضحة: أي شكل من أشكال المعارضة، حتى لو كانت ضمنية، يمكن أن يؤدي إلى الفصل.

"هل انتقدت كاش باتيل؟"

منذ عام 2024، ومع تعيين كاش باتيل على رأس الوكالة، أصبح البوليغراف أداة للتحقيق الداخلي لأغراض غير مألوفة. خضع العديد من كبار المسؤولين لاختبارات تهدف إلى التحقق من ولائهم الشخصي للمدير. بالإضافة إلى الأسئلة التقليدية حول تسريب معلومات سرية أو تضارب المصالح، يُسأل العملاء الآن عن سلوكهم وآرائهم السياسية.

وفقًا لمصادر داخلية، تُطرح أسئلة مثل: "هل أدليت بتصريحات سلبية ضد المدير كاش باتيل؟" و "هل انتقدت دان بونجينو (الرجل الثاني في الـ FBI)؟". كما يتم استجواب العملاء حول علاقاتهم الاجتماعية، واتصالاتهم بأعضاء سابقين في المكتب، ومناقشاتهم الداخلية حول الإدارة. مجرد المشاركة في محادثة نقدية خاصة أو التعبير عن عدم الموافقة على توجه استراتيجي للمكتب قد يكون كافياً لاستدعاء العميل لجلسة كشف الكذب. ويؤكد مسؤولون سابقون أن مجرد انتقاد باتيل أو نائبه قد يكلف الموظف وظيفته.

يأتي هذا الاستخدام المكثف للبوليغراف في سياق حملة أوسع لقمع التسريبات الإعلامية. في إحدى الحالات على الأقل، فُرض الاختبار بعد تسريب صحفي كشف أن المدير طلب تزويده بسلاح خدمة، رغم أنه ليس عميلاً ميدانياً. يثير هذا التطور قلق العديد من كوادر الوكالة السابقين، الذين ينددون بالانحراف السلطوي وتسييس أدوات الأمن.

وصل المناخ إلى درجة أن مجرد نقل تصريحات أدلى بها طرف ثالث يمكن أن يثير الشكوك. يؤكد العديد من العملاء أنهم غيروا سلوكهم، متجنبين أي نقاش سياسي، حتى غير الرسمي. الصداقة مع عميل سابق ينتقد الإدارة قد تكون سبباً كافياً لإجراء اختبار. هذا ما حدث مع مايكل فاينبرغ، المسؤول السابق في مكتب نورفولك، الذي طُلب منه الخضوع للبوليغراف بسبب الحفاظ على علاقات شخصية مع بيتر ستروك، المسؤول السابق في مكافحة التجسس الذي أصبح شخصًا غير مرغوب فيه. صرح فاينبرغ أن ولاءه للدستور اعتُبر غير كافٍ، وأنه تعرض لضغوط للقاء باتيل وبونجينو لإثبات ولائه، لكنه فضل الاستقالة.

موجة إقالات جماعية دون تبرير

بالتوازي مع ذلك، تضرب موجة من الإقالات دون أي تبرير رسمي وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي منذ عدة أشهر. كشف تحقيق أن عشرات الموظفين تم فصلهم فجأة، بمجرد إشعار، ودون أي تفسير موضوعي. رسائل الفصل، الموقعة من المدعية العامة بام بوندي، تستند فقط إلى السلطات الرئاسية المنصوص عليها في المادة الثانية من الدستور.

يبدو أن بعض الإقالات مرتبطة بدوافع أيديولوجية أو مواقف شخصية. قيل إن محامياً فُصل بسبب استخدامه للضمائر الشخصية في توقيع بريده الإلكتروني، وآخر بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُشتبه في أن آخرين تحدثوا إلى وسائل الإعلام دون إذن، أو اختلفوا مع الخط السياسي الذي يفرضه المسؤولون المعينون من قبل دونالد ترامب.

النتيجة هي رحيل جماعي، طوعي أحياناً ولكنه قسري، خاصة بين المحامين ذوي الخبرة. هذه الاستقالات تؤثر بشدة على الخدمات، لا سيما في مكاتب المدعين الفيدراليين في واشنطن. كما تم فصل العديد من المدعين المشاركين في الملاحقات القضائية المتعلقة باقتحام مبنى الكابيتول في يناير 2021. وفي العديد من الحالات، لم يتم إبلاغ الرؤساء المباشرين للموظفين المفصولين مسبقًا.

تبدو الطعون القانونية معقدة. فالهيئة التي من المفترض أن تنظم إجراءات الطعن، وهي مجلس حماية نظم الجدارة (Merit Systems Protection Board)، مشلولة حالياً منذ أن أقال دونالد ترامب رئيسها دون تعيين بديل.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.