
في كلمات قليلة
يشهد المشهد السياسي الفرنسي فترة من الاضطراب غير المسبوق بعد قرار حل البرلمان. تتصاعد مناورات القادة الحاليين والسابقين ترقباً للانتخابات المستقبلية، بينما أحصى قصر الإليزيه بالفعل 35 مرشحاً محتملاً لمنصب الرئيس في عام 2027.
دخلت الحياة السياسية في فرنسا مرحلة من الغموض غير المسبوق، تفاقمت بفعل قرار حل البرلمان مؤخراً. أعاد هذا الوضع إلى الأذهان أحداث الماضي، حيث كُشف أن الرئيس السابق فرانسوا هولاند فكر جدياً في حل الجمعية الوطنية عقب هجمات نوفمبر 2015، في محاولة لتعزيز الوحدة الوطنية. لكن الفكرة أُجهضت آنذاك بسبب اقتراب موعد الانتخابات الإقليمية.
ولا يقل المشهد السياسي الحالي توتراً. فبينما يستقر رئيس الوزراء الجديد فرانسوا بايرو في مقر رئاسة الوزراء، يشهد اليمين الفرنسي اضطرابات خاصة به. يلاحظ رئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب أن حزب "الجمهوريين" يبدو عالقاً في نموذج ساركوزي الناجح لعام 2007. لكنه يرى أن من يطبق هذه الاستراتيجية اليوم بفعالية ليس الحزب، بل "التجمع الوطني"، خاصة إذا كان وجهه هو جوردان بارديلا.
في الوقت نفسه، تتزايد الانتقادات داخل حزب "الجمهوريين" ضد زعيمهم الجديد برونو ريتايو. يلومه زملاؤه في الحزب على سلبيته وتهربه من المسؤولية، مشيرين إلى أن لوران فوكييه قد استولى على القيادة الإعلامية برفضه الصريح لأي زيادة في الضرائب.
أما رئيس الوزراء فرانسوا بايرو نفسه، فيبدو منشغلاً بقضاياه الشخصية أكثر من أجندة الحكومة. ففي لقاء مع الوزراء والبرلمانيين، فاجأ الحضور بتخصيص جزء كبير من كلمته لقضية قديمة تتعلق بالوظائف الوهمية في حزبه، واصفاً التحقيق بأنه "فاضح"، مما أثار حيرة الحاضرين.
في غضون ذلك، يراقب قصر الإليزيه عن كثب استعراض الطموحات السياسية. حيث قام نائب رئيس الجمعية الوطنية، رولان ليسكور، بإحصاء جميع الذين ألمحوا بشكل أو بآخر إلى طموحهم الرئاسي، وبلغ عددهم حتى الآن 35 شخصاً. وكان آخر المنضمين إلى القائمة سيغولين رويال، التي أعلنت أنها قد تشارك في الانتخابات التمهيدية لليسار.
وعلى خلفية هذه المعارك السياسية، تتعامل الحكومة مع قضايا أكثر واقعية. فقد تم رفض فكرة فرض ضريبة على الكتب المستعملة، التي كانت مقترحة لدعم المؤلفين والناشرين، بهدوء من قبل مجلس الدولة، حيث اعتبرها مخالفة للتشريعات الأوروبية المتعلقة بحقوق المؤلف.