
في كلمات قليلة
في ليلة تاريخية لنادي باريس سان جيرمان، التي شهدت فوزه الأول بدوري أبطال أوروبا (5-0 على إنتر ميلان)، أهدى المدرب لويس إنريكي هذا الإنجاز لابنته الراحلة خانا التي توفيت بالسرطان عام 2019. احتفل إنريكي بالكأس محاطاً بعائلته، في صورة مؤثرة تعكس البعد الإنساني للانتصار.
سيبقى يوم 31 مايو 2025 محفوراً في تاريخ نادي باريس سان جيرمان. ففي ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونيخ الألمانية، حقق النادي الباريسي لقبه الأول على الإطلاق في دوري أبطال أوروبا، بعد فوز ساحق ومذهل على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في المباراة النهائية. هذا الانتصار الباهر يمثل تتويجاً لمسيرة المدرب لويس إنريكي، الذي يقود الفريق منذ عام 2023.
لكن ما وراء الإنجاز الرياضي، حملت هذه الليلة بعداً شخصياً ورمزياً عميقاً للمدرب الإسباني. فقد أهدى إنريكي هذا النجاح التاريخي لابنته الراحلة خانا، التي توفيت عام 2019 عن عمر يناهز 9 سنوات، بعد صراع مع ورم عظمي عدواني (ساركوما العظام).
انتشرت صورة مؤثرة من أرض الملعب في ميونيخ، حيث ظهر لويس إنريكي وهو يحتضن الكأس الغالية محاطاً بزوجته إيلينا كولييل وطفليهما باتشو وسيرا. كانت لحظة تلاحم عائلي قوية، أثارت مشاعر المراقبين والمشجعين، وهي صورة مدرب في قمة المجد، لكنه يحمل في قلبه غصة غياب طفلته الثالثة.
وكان لويس إنريكي قد تحدث في يناير الماضي عن الرابط بين طموحه للفوز بدوري الأبطال وذكرى ابنته. حيث قال: «لدي ذاكرة لا تصدق، لأن ابنتي كانت تحب الاحتفالات، وأنا متأكد أنها، أينما كانت، لا تزال تنظمها. أتذكر صورة رائعة التقطتها معها في نهائي دوري الأبطال في برلين، بعد فوزنا باللقب، عندما زرعت علم برشلونة في الملعب. لدي رغبة في فعل الشيء نفسه مع باريس سان جيرمان. لن تكون ابنتي موجودة جسدياً، لكنها ستكون هناك في قلبي، وستكون هناك روحياً». بهذا الفوز في ميونيخ، تحققت أمنية لويس إنريكي أخيراً.