وداع الأسطورة: جاك فان درو يكشف تفاصيل زيارته الأخيرة لبرنار لاكومب وتفانيه في "عبادة الصداقة"

تخيم حالة من الحزن على الأوساط الرياضية الفرنسية بعد وفاة النجم الكروي الكبير برنار لاكومب، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 17 يونيو عن عمر ناهز 72 عاماً. ويُعد لاكومب أحد أبرز رموز كرة القدم الفرنسية، وخاصةً نادي أولمبيك ليون (OL).

سجل لاكومب مسيرة حافلة بالإنجازات، حيث لا يزال يحتل المركز الثالث في قائمة أفضل الهدافين التاريخيين لنادي ليون برصيد 149 هدفاً (خلف فلوري دي نالو وألكسندر لاكازيت). كما يحتل المركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الفرنسي بأكمله برصيد 255 هدفاً.

بعد اعتزاله اللعب، كرس لاكومب جهوده للنادي، ليصبح الذراع الأيمن للرئيس السابق جان ميشيل أولاس. وخلال فترة عمله كمدير عام، ساهم في تحقيق ليون سبعة ألقاب متتالية في الدوري الفرنسي.

وفي لفتة مؤثرة، أشاد الصحفي جاك فان درو، صديق لاكومب المقرب، بمسيرة الراحل عبر إذاعة "أوروبا 1"، متذكراً اللحظات الأخيرة التي قضاها برفقته.

قال فان درو: «إنه شخصية استثنائية، وجزء لا يتجزأ من الحمض النووي لكرة القدم الفرنسية». واستعرض مسيرة لاكومب التي شملت اللعب بجوار نجوم مثل بلاتيني وتيغانا وجيريس وباتيستون، بالإضافة إلى فترته مع سانت إتيان وبوردو، حيث فاز بثلاثة ألقاب دوري.

وأكد فان درو أن أهم ما يميز لاكومب ليس فقط إنجازاته الكروية، مثل الفوز ببطولة أوروبا عام 1984، بل إخلاصه الشديد:

«لقد كان أفضل هداف فرنسي على الإطلاق، لكن الأهم في نظرنا هو عبادته للصداقة والوفاء».

وعن اللحظات الأخيرة، أكد فان درو أنه زار صديقه قبل وفاته مباشرة: «تحدثت طويلاً مع جان ميشيل أولاس الذي طلب مني المجيء فوراً. وصلت، ولم تكن لحظة مجد، بل كانت لحظة صداقة ووفاء. كان برنار شخصاً نزيهاً للغاية. لم يكن يجامل أحداً، وإذا غضب، غضب، ولكن إذا كان صديقاً، فإنه صديق حتى النهاية».

وأشار فان درو إلى أن لاكومب كان يكن إعجاباً عميقاً بكل ما يمثل فرنسا ويساهم في تقدمها، بما في ذلك شخصيات تاريخية وسياسية وفنية مثل الجنرال ديغول وجورج بومبيدو وآلان ديلون وجان بول بلموندو.

ومن المقرر أن يقدم جاك فان درو تكريماً أخيراً لبرنار لاكومب في برنامجه «استوديو الأساطير» يوم الجمعة 20 يونيو.