
في كلمات قليلة
أصدر المجلس الدستوري الفرنسي قراراً بشأن قانون جديد لمكافحة المخدرات. وقد صادق على إنشاء وحدات سجون مشددة الحراسة للمجرمين الخطرين، لكنه ألغى الاستخدام الإلزامي للفيديو في الاستجوابات.
أصدر المجلس الدستوري الفرنسي قراراً بشأن بنود رئيسية في قانون جديد يهدف إلى تعزيز مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات في البلاد. وقد أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بين ممثلي الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية.
صادق المجلس على إجراء مهم ضمن القانون، وهو إنشاء أحياء عالية الأمان في السجون لاستيعاب تجار المخدرات والمتهمين أو المدانين الأكثر خطورة. وتهدف هذه الوحدات المشددة إلى عزل هؤلاء المجرمين عن بقية نزلاء السجون ومنعهم من مواصلة أنشطتهم من وراء القضبان.
لكن المجلس الدستوري ألغى في الوقت نفسه بنداً آخر رئيسياً في القانون كان يقضي بفرض الاستخدام الإلزامي للفيديو في الاستجوابات والجلسات القضائية خلال مرحلة التحقيق. وبذلك، سيظل بإمكان القاضي دائماً طلب استخراج السجين للمثول أمامه شخصياً عند الحاجة.
قرار إلغاء الاستخدام الإلزامي للفيديو قوبل بانتقادات حادة من قبل نقابة موظفي السجون FO. وصرح الأمين العام للنقابة، إيمانويل بودان، بأنه شعر بأن القرار "طعنة في الظهر". وأكد أن إلغاء الفيديو سيخلق صعوبات لوجستية هائلة وسيتطلب تكاليف مالية وبشرية باهظة لنقل السجناء لمسافات طويلة لإجراء الاستجوابات والجلسات وجهاً لوجه. واعتبر ذلك "كارثياً بالنسبة للمهنة".
من جهته، عبر فريديريك ماسيه، رئيس الجمعية الفرنسية لقضاة التحقيق، عن ارتياحه لهذا الإلغاء، مشيراً إلى أن جمعيته "لم تتوقف عن انتقاد تعميم اللجوء إلى الفيديو كونفرنس". واعتبر أنه من المهم للقضاة أن يظلوا قادرين على استجواب المتهمين وجهاً لوجه.
ووصف فريديريك ماسيه الاستجواب بالفيديو بأنه "رد غير مناسب على مشكلة حقيقية تتعلق بأمن عمليات نقل السجناء". واقترح حلاً بديلاً يتمثل في "مضاعفة، عند اللزوم، عدد المؤسسات التي تحتوي على أحياء مخصصة لمكافحة الجريمة المنظمة، وبالتالي تقريب هذه المؤسسات من الجهات القضائية المسؤولة عن التحقيق".