الظرف الاقتصادي

مراسل في لندن

باستثناء البريطانيين من خطة بروكسل لدعم إعادة تسليح أوروبا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، يتصور البريطانيون مؤسسة فوق وطنية مستقلة عن المفوضية.

يوم الاثنين، ضربت موجة الصدمة الناجمة عن الحرب التجارية التي أطلقها دونالد ترامب منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل مباشر

واحدة تلو الأخرى، انخفضت بورصات المنطقة، التي تعتبر قلب الاقتصاد العالمي، عند الافتتاح، متأثرة بالتصعيد الجمركي بين شريكيها الرئيسيين، الولايات المتحدة والصين.

في حين انخفضت سيول بنسبة 5.5%، تراجعت هونغ كونغ بنسبة 13.2%، وهو رقم قياسي منذ عام 1997، مما يوضح حالة الذعر التي تجتاح المركز المالي الآسيوي، وكذلك القارة بأكملها.

تحذير بشأن الاقتصاد العالمي.

حذر رئيس بنك جي بي مورجان تشيس الأمريكي الكبير، جيمي ديمون، يوم الاثنين 7 أبريل 2025، في رسالته السنوية للمستثمرين، من أن الرسوم الجمركية «من المحتمل أن تزيد التضخم» و«تبطئ النمو الاقتصادي».

وقال ديمون: «من المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية الأخيرة إلى زيادة التضخم». مضيفًا: «من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الضرائب الجمركية ستصل إلى حد التسبب في ركود اقتصادي، لكنها ستبطئ النمو بالتأكيد».

يوم أسود في الأسواق المالية.

أغلقت بورصة هونغ كونغ تعاملات يوم الاثنين 7 أبريل على انخفاض حاد بنسبة 13.22%، مسجلةً بذلك أكبر هبوط لها منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.

يأتي هذا التراجع الكبير على خلفية زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب.

وقد انخفض مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بمقدار 3021.51 نقطة ليصل إلى 19828.30 نقطة، وهو ما يمثل هبوطًا بنسبة 13.22% لم يشهده المؤشر منذ ذلك التاريخ.

تسعى دول عديدة، كل على حدة، لإقناع دونالد ترامب بإعفائها من الرسوم الجمركية الأمريكية. المعدل العام البالغ 10% على الواردات إلى الولايات المتحدة، والذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت، من المقرر أن يرتفع اعتبارًا من يوم الأربعاء ليشمل عشرات الشركاء التجاريين الرئيسيين، أبرزهم الاتحاد الأوروبي (بنسبة 20%) والصين (بنسبة 34%).

لعبت الرسوم الجمركية دوراً محورياً في تشكيل التاريخ الأمريكي. ففي عام 1773، أشعلت هذه الرسوم في بوسطن ثورة «أبناء الحرية» («The Sons of Liberty»)، وهي جمعية سياسية شبه عسكرية وطنية للمستعمرين، ضد إنجلترا.

تسلل المتمردون إلى ثلاث سفن بريطانية وألقوا حوالي 40 طناً من الشاي في البحر، معبرين بذلك عن رفضهم دفع الضرائب التي فرضتها لندن ومطالبتهم بـ حرية التجارة. هذه الحركة الجريئة، التي أطلقت شرارة الثورة الأمريكية من أجل الاستقلال، عُرفت لاحقاً باسم «حفلة شاي بوسطن».

للمرة الثانية خلال أربعة وخمسين عاماً، يحطم البيت الأبيض النظام الاقتصادي العالمي الذي كانت الولايات المتحدة حجر زاويته ومؤسسه التاريخي وضامنه. في 15 أغسطس 1971، أنهى الرئيس "ريتشارد نيكسون" قابلية تحويل الدولار إلى ذهب، والتي كانت محور النظام النقدي الدولي منذ عام 1944. كان ذلك بمثابة زلزال حقيقي، أدى إلى تصاعد هائل في التضخم وصدمات نفطية في السبعينيات، ثم إلى إنشاء اليورو كرد فعل أوروبي للبقاء في مواجهة تقلبات العملة الخضراء.

أعلن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، يوم الأحد أن «أكثر من 50 دولة» تواصلت مع البيت الأبيض «لبدء مفاوضات» بشأن قضية الرسوم الجمركية. دخل معدل عالمي لضريبة جمركية بنسبة 10% حيز التنفيذ يوم السبت. ومن المقرر رفعه، اعتباراً من الأربعاء، للعديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، ولا سيما الاتحاد الأوروبي (20%) والصين (34%)، بقرار من دونالد ترامب.

أعلن الرئيس التايواني لاي تشينج تي يوم الأحد 6 أبريل أن تايوان لا تخطط لفرض رسوم جمركية انتقامية على الواردات من الولايات المتحدة، وذلك بعد أن فرضت واشنطن ضريبة إضافية بنسبة 32% على سلع من الجزيرة.

وقد انتقدت الحكومة التايوانية الرسوم الجمركية الأمريكية ووصفتها بأنها «غير عادلة» و«غير معقولة للغاية»، لكنها امتنعت عن التهديد باتخاذ إجراءات انتقامية ضد شريكها الأمني الرئيسي.

طلبت فيتنام تأجيلاً في اللحظة الأخيرة لتطبيق الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضتها واشنطن، في الوقت الذي تباطأ فيه نموها الاقتصادي بشكل طفيف في الربع الأول.

وسجلت القوة الصناعية في جنوب شرق آسيا، التي تعد الولايات المتحدة أكبر سوق لصادراتها، نموًا اقتصاديًا بنسبة 6.93% في الربع الأول من عام 2025 على أساس سنوي، بانخفاض طفيف عن نمو الربع الأخير من عام 2024 البالغ 7.55%، وفقًا للأرقام الرسمية الصادرة مؤخرًا.