
في كلمات قليلة
كشف تقرير أمريكي عن تحقيق إيرادات قياسية من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب، بلغت 64 مليار دولار في الربع الثاني من 2024. معظم الشركاء التجاريين، مثل المكسيك والاتحاد الأوروبي، يترددون في الرد بسبب اعتمادهم الكبير على السوق الأمريكية، بينما كان رد الصين وكندا محدودًا، مما يثير تساؤلات حول التأثير طويل الأمد على الاقتصاد العالمي والمستهلكين.
كشف تقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب قد حققت إيرادات قياسية لخزينة الدولة. ووفقًا للوثيقة، بلغت عائدات الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة 64 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024، وهو ما يمثل زيادة قدرها 47 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويُعزى هذا النجاح المالي إلى حد كبير إلى أن معظم الدول المستهدفة لم تجرؤ على اتخاذ إجراءات انتقامية قوية. ويعود هذا التردد إلى حقيقة أن اقتصادات معظم الشركاء التجاريين تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، في حين أن العكس ليس صحيحًا بنفس الدرجة.
تردد الشركاء التجاريين
على سبيل المثال، فضلت المكسيك، التي فرض عليها دونالد ترامب رسومًا إضافية بنسبة 30%، خيار التفاوض بدلاً من المواجهة. هذا القرار مفهوم بالنظر إلى أن ثلاثة أرباع الصادرات المكسيكية تذهب إلى الولايات المتحدة، بينما لا تمثل المكسيك سوى 15% من الصادرات الأمريكية.
من جانبهم، اختار الأوروبيون التزام الحذر وانتظار القرارات النهائية لإدارة ترامب. هناك عدة عوامل تمنع الرد الأوروبي القوي، من بينها المخاوف من التضخم، والأهم من ذلك، الخوف من تعريض الضمانات الأمنية الأمريكية في أوروبا للخطر. وتشير مصادر إلى أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قد تواصلوا مع دبلوماسيين أوروبيين للدعوة إلى ضبط النفس، وهي رسالة يبدو أنها لقيت آذانًا صاغية في بروكسل.
رد محدود من الصين وكندا
حتى الآن، كانت الصين وكندا هما الدولتان الوحيدتان اللتان طبقتا إجراءات انتقامية ملموسة، حيث فرضتا ضرائب بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم و25% على السيارات. ومع ذلك، لم تشهد إيرادات الجمارك الصينية سوى زيادة بنسبة 1.9% بعد تطبيق الرسوم الجديدة، وهو رقم ضئيل جدًا مقارنة بالزيادة البالغة 276% التي سجلتها الولايات المتحدة. أما كندا، فقد أدركت بسرعة أنها لا تستطيع مجاراة التصعيد، وتراجعت عن بعض الإجراءات تحت الضغط الأمريكي.
التأثير الحقيقي على الاقتصاد
على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي يبدو الرابح الأكبر من هذه الرسوم الجمركية، التي وصلت إلى مستويات لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، يحذر العديد من الاقتصاديين من أن هذه الإيرادات لن تكون كافية لحل مشكلة العجز في الميزانية الفيدرالية أو محو الدين الأمريكي الهائل. ويؤكد الخبراء أن التأثير السلبي لهذه الحرب التجارية بدأ يظهر بالفعل لدى الشركات، ومن المرجح أن يتحمل المستهلكون في جميع أنحاء العالم عبء ارتفاع التكاليف في نهاية المطاف.