
في كلمات قليلة
في حوار نادر، يناقش لوران بيرجر، الرئيس السابق لاتحاد نقابات CFDT، وبينوا بازين، الرئيس التنفيذي لشركة Saint-Gobain، القضايا الملحة في فرنسا. يتناول النقاش أزمة السكن الحادة، ودور الشركات في إيجاد حلول مشتركة، ومستقبل نظام التقاعد والهجرة.
في حوار فريد من نوعه، جمع بين وجهتي نظر نادراً ما تلتقيان، ناقش لوران بيرجر، الرئيس السابق للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل (CFDT)، وبينوا بازين، الرئيس التنفيذي لشركة Saint-Gobain، إحدى أكبر شركات مواد البناء في العالم، القضايا الملحة التي تواجه المجتمع الفرنسي الحديث. تركز النقاش على دور الشركة كمساحة "للمصلحة المشتركة" وكيفية إيجاد "مسارات عبور" في مجتمع يعاني من الاستقطاب.
أكد بيرجر، الذي ترك منصبه النقابي في عام 2023، على أهمية بناء "مجتمع قائم على التسوية". وأشار إلى أن الحوار داخل الشركات يمكن أن يكون نموذجاً للمجتمع ككل، حيث يتمكن الأفراد من النقاش دون صور نمطية، مما يتيح إيجاد حلول جماعية. من جانبه، وصف بازين الشركة بأنها "مكان للنقاش والفعل"، مؤكداً أن الحوار الاجتماعي متجذر بعمق في ثقافة Saint-Gobain على جميع المستويات عالمياً.
أزمة السكن: قنبلة اجتماعية موقوتة
كانت أزمة السكن من أبرز القضايا التي تناولها الطرفان، حيث وصفها بيرجر بأنها "قنبلة موقوتة". وأوضح أن صعوبات التوظيف التي تواجهها الشركات ترتبط بشكل مباشر بعجز المرشحين عن إيجاد سكن مناسب. وأيده بازين، مشيراً إلى أن الأزمة تؤثر على قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة، حيث يضطر الشباب للتخلي عن دراستهم، ويستقيل الممرضون والمعلمون بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف السكن بالقرب من أماكن عملهم.
ودعا بازين إلى منح رؤساء البلديات صلاحيات أكبر في سياسات الإسكان ووقف فرض معايير وطنية موحدة، لأن الاحتياجات تختلف بشكل جذري بين المدن الكبرى والمناطق الريفية.
تقاسم الثروة ونظام التقاعد
تطرق الحوار أيضاً إلى مسألة تقاسم القيمة، حيث أشار بازين إلى أن ملكية الموظفين لأسهم الشركة تعد أداة قوية. في Saint-Gobain، يمتلك 70,000 موظف أسهماً في الشركة، مما يعزز من ثقافتهم الاقتصادية ويربطهم بنجاح الشركة على المدى الطويل. وأثار النقاش إمكانية إدخال نظام الرسملة في نظام التقاعد الفرنسي، وهو ما اعتبره بيرجر إضافة محتملة، لكنه حذر من أنه ليس حلاً سحرياً لموازنة النظام.
الهجرة: ضرورة اقتصادية
في خطوة جريئة، تحدث بازين عن قضية الهجرة، التي غالباً ما يتجنبها قادة الأعمال. وأكد أنها "حقيقة إحصائية" لا مفر منها على المدى الطويل لمواجهة تراجع النمو السكاني في فرنسا وأوروبا. وشدد على أن السؤال ليس ما إذا كانت فرنسا بحاجة إلى الهجرة، بل كيف يمكن جعلها "مقبولة وإنسانية ومجزية اقتصادياً". وأشار إلى أن 52% من المهاجرين الذين وصلوا في 2023 يحملون شهادات جامعية، مما يمثل إضافة قيمة لاقتصاد البلاد. وأيده بيرجر، مؤكداً أن الشركة تلعب دوراً قوياً في دمج المهاجرين، مستشهداً بمشاريع كبرى مثل بناء السفن التي تعتمد بشكل كبير على العمالة المهاجرة.