
في كلمات قليلة
شهدت الولايات المتحدة تسارعاً في معدل التضخم للشهر الثاني على التوالي، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك. يعزو المحللون هذا الارتفاع بشكل كبير إلى الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الواردات، مما أثر على أسعار السلع المنزلية والطاقة وأثار جدلاً سياسياً واسعاً.
بدأت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب تؤثر بشكل مباشر على جيوب المستهلكين في الولايات المتحدة. للمرة الثانية على التوالي، يواجه الأمريكيون ارتفاعًا حادًا في أسعار المستهلك، وفقًا لمؤشر نُشر يوم الثلاثاء 15 يوليو.
سجل مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، وهو مقياس للتضخم، زيادة بنسبة 2.7% على أساس سنوي في يونيو، مقارنة بـ 2.4% في مايو. ورغم أن هذا التسارع يتماشى مع توقعات المحللين، إلا أنه يمثل الشهر الثاني على التوالي من الارتفاع الملحوظ، بعد أن كانت الأسعار تتجه نحو الاستقرار بالقرب من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
كان تسارع التضخم ملحوظًا أيضًا على أساس شهري، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.3% في يونيو (مقارنة بـ 0.1% في مايو)، مدفوعة بزيادة أسعار الطاقة. وباستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.9% على أساس سنوي.
أدت هذه الأرقام إلى تفنيد ادعاءات دونالد ترامب المستمرة بأن الأمريكيين لن يعانوا من التداعيات المالية لسياساته التجارية. وفي هذا السياق، انتقدت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن أولئك الذين يزعمون أن آثار حروب ترامب التجارية غير مرئية، قائلة: \"أدعوهم للنظر إلى بيانات اليوم\"، معربة عن قلقها من \"رؤية العائلات تُسحق، بينما يجعل الرئيس الأمور أكثر صعوبة\".
من جانبه، علق الرئيس الأمريكي عبر شبكته الاجتماعية Truth قائلاً إن \"التضخم منخفض جدًا\"، داعيًا الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار \"ثلاث نقاط\" مئوية \"لتوفير مليار دولار سنويًا\".
شهدت أسعار الأجهزة المنزلية والملابس والأثاث ارتفاعًا كبيرًا، وهي منتجات تتأثر بشدة بالضرائب التي فرضها الرئيس على الواردات من الصين والشركاء التجاريين الرئيسيين الآخرين. كما ساهم ارتفاع أسعار الطاقة، بما في ذلك الكهرباء والغاز، في زيادة التكاليف على المستهلكين.
موجة جديدة من الرسوم الجمركية في الطريق
يتوقع الاقتصاديون استمرار التأثير التصاعدي للرسوم الجمركية. وقال صامويل تومبز، كبير الاقتصاديين في \"بانثيون\"، في مذكرة: \"نتوقع زيادة بنسبة نقطة مئوية في الأسعار بسبب الرسوم الحالية\"، مشيرًا إلى \"مخاطر زيادة إضافية نتيجة للرسوم الإضافية المقررة في الأول من أغسطس\".
كان الرئيس ترامب قد فرض في أوائل أبريل رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع المنتجات الداخلة إلى الولايات المتحدة تقريبًا، مع إمكانية وصول الرسوم إلى 25% على السيارات وقطع غيارها، وحتى 50% على الصلب والألمنيوم. ومن المتوقع أن تدخل رسوم أخرى حيز التنفيذ قريبًا، حيث تلقت حوالي عشرين دولة خطابات من البيت الأبيض تبلغها بفرض رسوم تتراوح بين 20% و40% على معظم منتجاتها. كما أعلن الرئيس عن نيته فرض ضرائب بنسبة 30% على المنتجات الأوروبية والمكسيكية.
من المرجح أن يدفع استئناف التضخم هذا، الاحتياطي الفيدرالي إلى توخي الحذر، حيث أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير منذ بداية العام، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في اجتماعه المقبل نهاية الشهر.