
في كلمات قليلة
تستثمر منظمة ترامب بكثافة في دول الخليج من خلال مشاريع عقارية وسياحية ضخمة. يرى محللون أن هذه المشاريع قد تحمل أبعاداً سياسية مرتبطة بعلاقات دول الخليج بإدارة أمريكية مستقبلية محتملة بقيادة ترامب.
تواصل منظمة ترامب، الشركة العائلية التي يديرها أبناء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، توسيع نفوذها وأعمالها في منطقة الخليج العربي، مستفيدة من الازدهار الكبير الذي يشهده قطاعا السياحة والعقارات الفاخرة في هذه الدول الغنية بالنفط.
تمتد مشاريع منظمة ترامب عبر دول الخليج المختلفة، فمن ملاعب الجولف في دبي، إلى برج ترامب في جدة، مروراً بمشروع ضخم في سلطنة عُمان تقدر قيمته بـ 4 مليارات دولار. وفي خطوة تعكس استراتيجية الشركة، تم توقيع عقد الشهر الماضي لإنشاء ملعب جولف ومساكن فاخرة في قطر، والكشف عن تفاصيل ناطحة سحاب بقيمة مليار دولار، حيث سيكون بالإمكان شراء شققها باستخدام العملات المشفرة.
في الوقت الذي يستعد فيه دونالد ترامب لزيارة محتملة إلى دول الخليج، وهي الأولى له في منطقة الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية الافتراضية، يعمل أبناؤه بنشاط على الترويج لأعمال العائلة. فقد قام إريك ترامب بالترويج لشركته في مجال العملات المشفرة في دبي مؤخراً، بينما شارك دونالد ترامب جونيور في منتدى اقتصادي بالدوحة.
يؤكد محللون أن هذا التوسع لا يقتصر على الجانب التجاري فقط، بل يحمل أيضاً أبعاداً سياسية. يرى روبرت موجيلنيكي من معهد دول الخليج العربي في واشنطن أن "حكومات الخليج ترى على الأرجح وجود علامة ترامب التجارية في بلادها كوسيلة لتكون في موضع جيد لدى الإدارة الأمريكية الجديدة المحتملة".
العلاقات التجارية لا تقتصر على قطاع العقارات. ففي أبريل، أعلن إريك ترامب وزاك ويتكوف (ابن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط) خلال مؤتمر للعملات المشفرة في دبي، أن صندوق MGX الإماراتي سيستخدم العملة المشفرة USD1، التي طورتها شركتهم، لاستثمار ملياري دولار في منصة Binance للعملات الرقمية. كما سبق أن كشفت تقارير أن صندوقاً خاصاً يديره جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، جمع أموالاً ضخمة من صناديق الثروة السيادية في السعودية وقطر والإمارات بعد مغادرته البيت الأبيض.
ورداً على سؤال حول إمكانية أن يقوم دونالد ترامب بزيارات أو اجتماعات تتعلق بمصالحه التجارية أو مصالح عائلته، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، مجرد "الاقتراح" بأنه "سخيف"، مضيفةً أنه "خسر المال بكونه رئيساً".
في المقابل، تسعى دول الخليج، وخاصة الإمارات التي تستهدف الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، للحصول على تكنولوجيا أمريكية متقدمة وأسلحة وتأمينات. هذه الشراكات التجارية والاستثمارية المتبادلة تعكس المصالح المتداخلة بين الجانبين.
رغم أن حجم العقود مع منظمة ترامب قد يبدو صغيراً مقارنة بوعود استثمارات خليجية أوسع في الولايات المتحدة، إلا أنها تسلط الضوء على العلاقة المتنامية بين عائلة ترامب وكبرى المؤسسات والصناديق في دول الخليج.