فرنسا تشدد الرقابة على المعاشات: البصمة البيومترية وفحوصات في قنصلية الجزائر لمكافحة الاحتيال

فرنسا تشدد الرقابة على المعاشات: البصمة البيومترية وفحوصات في قنصلية الجزائر لمكافحة الاحتيال

في كلمات قليلة

أكد مدير صندوق المعاشات الفرنسي (CNAV) تطبيق تدابير جديدة لمكافحة الاحتيال، منها استخدام البصمة البيومترية وتعزيز التحقق المباشر من المتقاعدين عبر القنصلية الفرنسية في الجزائر. تأتي هذه الخطوات بعد تقرير ديوان المحاسبة الذي أشار إلى وجود حجم كبير من الاحتيال المحتمل في النظام.


أعلن الصندوق الوطني الفرنسي للتأمين على الشيخوخة (CNAV) أنه بدأ بالفعل في تطبيق توصيات ديوان المحاسبة فيما يتعلق بمكافحة الاحتيال في نظام المعاشات. وصرح رينو فيلار، المدير العام لـ CNAV، أن الإجراءات الجديدة، مثل استخدام البصمة البيومترية وتعيين موظفين للمراقبة في القنصلية الفرنسية بالجزائر، قد تم وضعها موضع التنفيذ بالفعل.

تأتي تصريحات فيلار في أعقاب نشر ديوان المحاسبة لتقريره يوم الاثنين 26 مايو، والذي أشار بشكل خاص إلى مسار "خارج عن السيطرة" للحسابات الاجتماعية، وأن CNAV ليست استثناءً من ذلك. يقدر ديوان المحاسبة أن الشبهات المتعلقة بالاحتيال في CNAV قد تصل إلى 100 مليون يورو سنوياً. ويعتبر رينو فيلار أن هذا الرقم مبالغ فيه، مرجحاً أن التقديرات أقرب إلى 50 إلى 60 مليون يورو سنوياً.

تحديد حالات الاحتيال هو أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها CNAV. يوضح رينو فيلار أن العديد من الإجراءات قد تم اتخاذها بالفعل في الأشهر الأخيرة، حتى قبل نشر التقرير. استخدام البصمة البيومترية هو أحد الأمثلة على هذه الإجراءات: "تم نشرها وتعميمها اعتباراً من سبتمبر 2024. إنها لا تزال حديثة جداً. يوصينا ديوان المحاسبة بتسريع العملية، وهذه بوضوح رغبتنا". رغم ذلك، يعترف فيلار بأن التطبيق الكامل سيستغرق وقتاً. "قد يكون الأمر صدمة صغيرة لمتقاعد يبلغ من العمر 85 عاماً أن يستخدم هاتفه الذكي لتصوير نفسه. نقوم بعد ذلك بالتحقق من التناسق البيومتري. هذا النوع من العمليات يتطلب دعماً ومساعدة، وسيتعين علينا القيام بالكثير من التوعية، لكننا نراهن عليها كثيراً".

مثال آخر على الإجراءات التي طبقها CNAV، وفقاً لرينو فيلار، هو وجود شخصين يعملان في قنصلية الجزائر. "يقومان باستدعاء المتقاعدين كبار السن باستمرار للحضور شخصياً [إلى القنصلية] مع وثائق هويتهم للتحقق من أنهم على قيد الحياة وأنهم هم أنفسهم. لقد تمكنا بذلك من حذف عدة مئات من ملفات المعاشات المشبوهة قليلاً".

على الرغم من ذلك، يقر مدير CNAV بأن القضاء التام على هذه الحالات من الاحتيال لن يسد "العجز في الضمان الاجتماعي"، لكن هذا ليس هو الهدف الأساسي لهذه الإجراءات. يوضح: "الرمزية مهمة جداً، وتصبح أكثر أهمية، خاصة عندما نطلب جهوداً من مواطنينا، وفي مواجهة ذلك يجب أن نكون حازمين مع أولئك الذين يحاولون الاحتيال". ويختتم قائلاً: "مرة أخرى، هذا ليس تحدياً رئيسياً من حيث المالية العامة، لكنه سيساهم، إلى جانب الإجراءات العامة الأخرى، في تقليل العجز، وقبل كل شيء، سيعزز الثقة في النظام".

في تقريره حول تطبيق قوانين تمويل الضمان الاجتماعي، الذي نشر يوم الاثنين، يشير ديوان المحاسبة إلى مسار "خارج عن السيطرة" للحسابات الاجتماعية، مقدراً عجز أنظمة التأمين الاجتماعي الإلزامي الأساسية وصندوق التضامن للشيخوخة (FSV) بـ 15.3 مليار يورو. ويشير الديوان إلى أن "هذا العجز زاد بـ 4.8 مليار يورو"، مؤكداً أن فرع التأمين الصحي وحده يمثل 90% من هذا العجز، أي 13.8 مليار يورو.

-- إعلانات --

تعرف على توقعات برجك اليوم. اكتشف ما تخبئه لك النجوم.

-- نهاية الإعلانات --

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.