مبيدات النيونيكوتينويد تعود إلى فرنسا: النحالون يحذرون من "كارثة" على قطاع تربية النحل

مبيدات النيونيكوتينويد تعود إلى فرنسا: النحالون يحذرون من "كارثة" على قطاع تربية النحل

في كلمات قليلة

يحذر مربو النحل والعلماء في فرنسا من مشروع قانون محتمل يسمح بعودة مبيدات النيونيكوتينويد المحظورة مؤقتاً. يؤكدون أن هذه المواد الكيميائية تسببت في دمار هائل لأعداد النحل وإنتاج العسل في الماضي، ويصفون العودة المحتملة بأنها "كارثة".


أعرب مربو النحل والعلماء والسياسيون في فرنسا عن قلقهم الشديد إزاء احتمال إعادة السماح باستخدام مبيدات الآفات من فئة النيونيكوتينويد، التي كانت محظورة سابقاً في البلاد. وصفوا هذه الخطوة بأنها "كارثة" على قطاع تربية النحل.

يتم حالياً دراسة مشروع قانون في الجمعية الوطنية الفرنسية يقترح إعادة الترخيص باستخدام هذه المواد الكيميائية، المعروفة بتأثيرها السام على الملقحات، وخاصة النحل. يهدف هذا المشروع، الذي يهدف إلى رفع القيود عن ممارسة مهنة المزارع، إلى السماح مؤقتاً بإعادة إدخال أحد مبيدات النيونيكوتينويد لبعض المحاصيل الزراعية (مثل البندق وبنجر السكر). يُذكر أن النيونيكوتينويدات محظورة في فرنسا منذ عام 2018، لكنها مسموح بها في أوروبا حتى عام 2033.

تم التصويت على مشروع القانون من قبل مجلس الشيوخ، ومن المقرر أن يُناقش في جلسة عامة بالجمعية الوطنية نهاية مايو.

صرّح كريستيان بونز، رئيس الاتحاد الوطني الفرنسي لتربية النحل (Unaf)، في مؤتمر صحفي قائلاً: "يدّعي هذا القانون الدفاع عن السيادة الغذائية، ولكن منذ متى أصبح مقبولاً تدمير قطاع بأكمله، وهو قطاع النحالين، لإنقاذ قطاع آخر؟".

روى إيف ديلوني، وهو نحال في منطقة فونديه ونائب رئيس Unaf، تجربته المأساوية مع هذه المبيدات. تحدث عن الأضرار المدمرة التي سببتها هذه المبيدات الحشرية للنحل. قال: "بعد وصول النيونيكوتينويدات في التسعينيات، انخفض إنتاج العسل من 80 كجم للخلية الواحدة إلى 5 كجم. كانت خسارة لا تصدق. لم يتم تعويضنا أبداً. لدي زملاء شنقوا أنفسهم. أنا نفسي كنت قريباً من فعل ذلك".

ووصف كيف كانت خلايا النحل، التي يبلغ عددها 70 ألف نحلة، تنهار إلى 20 ألف نحلة في غضون أيام قليلة خلال فترة الإزهار. كانت النحلات تفقد اتجاهها، وغير قادرة على العودة إلى الخلية، وتُعثر عليها ميتة في كل مكان، في الحقول وحتى في زهور عباد الشمس. وأكد ديلوني: "لا يجب أن نكرر ذلك".

إلى جانبه، أشار فيليب جرانكولا، باحث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، إلى البيانات العلمية. قال: "الدراسات العلمية تظهر انخفاضاً في أعداد الحشرات يتراوح بين 70 و 90% في المناطق الأكثر تأثراً باستخدام المبيدات". وأضاف أنه بما أن ثلاثة أرباع النباتات تحتاج إلى التلقيح لإنتاج الثمار، فإن ذلك يؤدي إلى "خسائر كبيرة في الإنتاجية"، تصل إلى "30% لمحصول بذور اللفت (الكانولا)".

وأوضح العالم أن مواد مثل الأسيتاميبريد، وهي مبيد نيونيكوتينويد ذو تأثير عصبي قوي، يمكن أن تبقى في التربة "لعدة عقود"، وتزداد سميتها "100 مرة عند ملامستها للمبيدات الفطرية" الموجودة في الحقول الزراعية.

وفقاً لبيانات CNRS، انخفض إنتاج العسل في فرنسا إلى النصف بين منتصف التسعينيات (تاريخ إدخال النيونيكوتينويدات) ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.