
في كلمات قليلة
حذر صندوق النقد الدولي فرنسا من استمرار تدهور ماليتها العامة ودعا إلى تبني خطة طموحة للادخار. أوصى الصندوق بإجراء إصلاحات في نظامي التأمين ضد البطالة والتقاعد لمواجهة ارتفاع الدين العام والعجز المالي.
أصدر صندوق النقد الدولي تحذيراً شديداً بشأن وضع المالية العامة في فرنسا. في تقريره السنوي، أكد الصندوق أن الدين العام سيستمر في الارتفاع حتى عام 2030 على الأقل، وسيستقر عجز الميزانية عند مستوى مرتفع حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي، ما لم تتخذ الحكومة الفرنسية إجراءات اقتصادية "مهمة" إضافية.
يرحب الصندوق بالتزام السلطات الفرنسية بخفض العجز، لكن اقتصادييه يرون أن هذا الهدف يجب أن يكون مدعوماً بخطة إجراءات محددة وذات مصداقية. يؤيدون هدف الحكومة بعجز 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، لكن حساباتهم تشير إلى تدهور الأوضاع لاحقاً. يوضح التقرير أن عدم اتخاذ تدابير إضافية كبيرة سيبقي العجز حول 6% على المدى المتوسط، مما يزيد من الدين العام.
يدعو صندوق النقد الدولي الحكومة الفرنسية إلى الإسراع في بناء خطة طموحة للادخار. يشير التقرير إلى أن مستوى الدين العام الفرنسي، وهو من بين الأعلى في أوروبا، يعني أن محاولات إصلاح المالية العامة فقط عبر زيادة الضرائب ستؤثر سلباً على ثقة الشركات، استهلاك الأسر، وإمكانات النمو الاقتصادي.
يقترح خبراء الصندوق عدة مسارات لمساعدة فرنسا على تحقيق التوازن المالي، منها إصلاح التأمين ضد البطالة وأنظمة التقاعد. يرى التقرير أنه هناك هامش لتحسين استهداف المزايا الاجتماعية، بما في ذلك مراجعة شروط الأهلية ومدة استحقاق تعويضات البطالة، وتحسين فعالية سياسات سوق العمل، وتبسيط وتنسيق أنظمة التقاعد مع ضمان توازنها بعد إصلاح عام 2023.
مع ذلك، يقر صندوق النقد الدولي بأن التجزئة السياسية والتوترات الاجتماعية في فرنسا قد تؤخر جهود ضبط الميزانية والإصلاحات. ويضيف أن هذا التأخير سيزيد الضغط على الثقة والآفاق الاقتصادية ويرفع المخاطر المالية. يتوقع الصندوق نمواً للناتج المحلي الإجمالي الفرنسي بنسبة 0.6% هذا العام، متفقاً مع توقعات المفوضية الأوروبية.